فيس وتويتر

السفير فوزي العشماوي يكتب :إيران وترمب

خلافا للقدرات العسكرية التي تحاول الظهور بأكبر من حجمها وإمكانياتها والتي إنكشفت وأهينت في المواجهات الحقيقية مع إسرائيل سواء في إيران ذاتها أو في لبنان أو سوريا من خلال أذرعها هناك، فإن إيران تمتلك علي الصعيد السياسي والدبلوماسي والتقني شخصيات ومفاوضين رفيعي المستوي ومن الوزن الثقيل، والكثير منهم حاصلون علي أرفع الشهادات من أرقي الجامعات، وسيكون لديهم صلاحيات كافية من المرشد الأعلي
ويذكر الجميع فريق التفاوض الإيراني الاستثنائي في مالأتفاق النووي الأول في لوزان عام ٢٠١٥، والذي كان ستة من أعضائه من حاملي الدكتوراه من جامعات القمة في أمريكا والغرب
وتستطيع الدبلوماسية الإيرانية حاليا إدارة مفاوضات قوية ومثمرة مع الجانب الأمريكي، سواء كان ذلك بخصوص الملف النووي أو دور إيران في المنطقة وعلاقتها بالمصالح الأمريكية وبإسرائيل، وسواء كانت هذه المفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، إذ أنه مع شخصية براجماتية بعقلية ترمب ومبعوثه الأهم ستيف ويتكوف فإن لدي إيران فرصة مهمة لعقد صفقة تاريخية معقولة من وجهة نظر مصالحها الإستراتيجية، ولعل أول مكاسبها الفورية المترتبة علي استعدادها للتفاوض مع ترمب هو التجنب المؤقت لأي عمل إسرائيلي منفرد وإستئثار ترمب بالملف وإعلانه ذلك في حضور نيتنياهو الذي بدا متفاجئا بذلك خلال زيارته الأخيرة لواشنطن
وأتصور شخصيا أن إيران ربما لاتقل براجماتية عن الولايات المتحدة، وأنها ستحرص علي مصالحها بعيدا عن أي شعارات، ومضحية بأي أذرع أو حلفاء !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى