فيس وتويتر

طه خليفه يكتب :لست محام عن قطر

قام الرئيس السيسي بزيارة إلى قطر.
ليست زيارة صد رد، ولا هى لعدة ساعات، إنما لمدة يومين؛ الأحد والاثنين.
هذا النوع من الزيارات لا يحدث كثيراً بين مصر ودول الخليج، فالمسافة قصيرة، مسافة السكة بين القاهرة وعواصم دول الخليج الستة قد تزيد قليلاً عن 3 ساعات، السعودية أقل من هذا الوقت.
لهذا غالباً تكون الزيارات سريعة، تبدأ وتنتهي خلال ساعات.
والمعنى هنا أنها زيارة غير عادية، تعكس علاقات طبيعية متنامية، ليس فيها توتر ولا غضب ولا رسائل سريعة.
الزيارة تضمنت لقاءً لمرتين بين السيسي وتميم؛ الأول خلال الاستقبال، والثاني أثناء المباحثات.
زيارة بأعصاب هادئة محفوفة بالمودة، زيارة ليست على خلفية أزمة بين البلدين كما حاول الجُهّال والسُذّج والتُبَع والقطيع تصويرها.
لو كانت هناك أزمة أو بوادر أزمة لكانت هناك زيارات من نوع آخر، على مستوى الخارجية، أو جهات أمنية مثلاً، أو مبعوث خاص.
ما تم ترويجه كذباً من أن قطر تدفع لإسرائيل لتحجيم الدور المصري في الوساطة مع حماس هو خيال مريض، دسيسة طفولية.
الدوحة لا تفعل ذلك، وهى تمتلك دبلوماسية غاية في الاحتواء والذكاء والانفتاح والإحاطة بمن يلعبون في الخفاء لمحاولة التأثير على العلاقات بينها وبين مصر أو أي بلد آخر.
من لم يكن قرأ ويريد الإطلاع على رؤية فيها اجتهاد لتفسير ما تم تسويقه من تحرك قطري مزعوم ضد القاهرة عليه الرجوع قليلاً للخلف على هذه الصفحة يوم 4 أبريل الجاري ويقرأ منشوراً بعنوان :” قطر ومصر .. محاولة للفهم”.
وزيارة السيسي أكدت صحة وواقعية ما اجتهدنا فيه.
وإذا أراد أحدكم الاستزادة في فهم أعمق لقطر في مسألة وجود قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها ويتم غمز الدوحة دوماً من قناة هذه القاعدة عليه أن يقرأ المنشور التالي يوم 5 أبريل بعنوان : “قطر والقاعدة العسكرية الأمريكية”، حيث قد يجد ما لم يجده في تحليلات أخرى.
لست محام عن قطر، هى تدافع عن نفسها.
لكني باحث عن الحقيقة، ومحام لأجل الحقيقة.
أحمد موسى يقول إنها الزيارة الثالثة للسيسي إلى الدوحة بعد المصالحة. موسى في تقديم برنامجه كان مهتماً بالحديث الإيجابي عن الزيارة ولقاء السيسي والشيخ تميم، والإشادة والترحيب.
موسى من أكثر الأصوات ضجيجاً في الهجوم على قطر، وهو هجوم بلا موضوع أو قضية، أصوات زاعقة وشتائم فقط في إهدار لقيمة الإعلام ودور الإعلامي وثقافته ورصانته وقوة حجته وإقناعه للمختلف معه قبل المؤيد له.
لا مجال أثناء زيارة السيسي وبعدها لكتائب الإعلام والذباب الالكتروني لنقد قطر، أو الهجوم عليها، أو التلفظ بحرف ضدها، بل الجميع ينقلب فوراً من النقيض إلى النقيض ويشيدون، وتصير قطر (زي العسل).
هنا مشكلة الإنسان عندما يتنازل عن نفسه، أو اعتداده بذاته، أو يسلم عقله لغيره، أو يستسلم لمصالحه ويردد ما يُملى عليه، أو يتطوع من نفسه بالانضمام للقطيع، أو ينافق باسترخاص وحتى بدون مقابل.
الكرامة قيمة ثمينة، والاستقامة الشخصية والفكرية عنوان الرجولة الحقة.
بقي أخيراً أن نقول إن جوهر الزيارة اقتصادي استثماري، وتحقق هذا بالفعل عبر استثمارات قطرية في مصر بقيمة 7.5 مليار دولار.
يجب فتح المجال أكثر لقطر في الاستثمار بمصر، فهى ليست انتهازية، ولا تقتنص الفرص بشروط مجحفة، إنما القطريين يحافظون على الأصول والأخلاق العربية أكثر من آخرين، ويدعمون دون انتظار مقابل لمن يقف معهم ويحترمهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى