كتاب وشعراء

نهار يتسع كأجنحة الغياب..للشاعر العراقي حسين السياب

نهارٌ يتسعُ كأجنحة الغياب | حسين السياب

أركضُ خلف ظلي الهارب في ملامحكِ، كما لو أنني أطاردُ قصائدَ سقطتْ من رأسي
أو أمدُّ يدي لأقطفَ صوتي العالق في المسافة!
الشمسُ تخدعُني بابتسامتها
تمنحني نهاراً خفيفاً كأجنحةِ الغياب
تتركني غارقاً في صمتِ الأزقة
حيث الأرصفةُ لم تَعُد تتقنُ البكاء…
وأنا التائه هناك
أذوبُ في ليلكِ
أبعثرُ قلبي على عتباتِ الريح
أربّتُ على جُرحٍ لم يكبرْ بعد
وأحملُ الأمنيات التي فاضت من حقائبِ العابرين
إلى حدودِ الموت
بينما في صورةِ أبي، الماءُ يهدُرُ كحلمٍ ثقيلٍ لا يصحو!
أخشى أن ألتفتَ إليكِ،
فأجدَني مجرّدَ كذبةٍ تأخرتْ في الوضوحِ
كعابرٍ نسيَ خطاه في زحامِ الذكرى
كشظيةِ وقتٍ نَسيَتْها الساعاتُ في معصمِ الغياب
وضعتُ روحي بين يديكِ
كما يضعُ العطشُ فمَهُ في كفِّ السراب
مشّطتُ ضفائرَكِ بأصابعٍ أكلتها الفصول
ثم أطفأتُ وجهي في تفاصيلكِ
علّني أجدكِ!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى