كتاب وشعراء
ساعي البريد _عائشة المحرابي

ساعي البريد
_#عائشة_المحرابي
لا نحل في مروجنا ولا طيور
ولا فراشات تطير
فرّ الأمان من عيوننا
تحجّر الرحيق
وجفّف الريح ُحناجرَ الزهور
فلم تعدْ تضاحك البتول
سنابل الحقول
ولم يعد ناي الرعاة
موشوشاً لصبحنا الخجول
متعبةٌ بحارُنا
شواطئٌ بلا خُطى
الكل يبدو راكضاً
وفي يديه خنجرٌ، أو كِسرةٌ من الرغيف
تسرّبتْ مواعدُ الغرام
لا وقت فيها للهوى
ولا لدى الجارات للحديثْ
في صدرنا هذا الوطن !!!
كتائبُ المغول:
كم تحرق الكتبْ
تزيّفُ الاحلامَ
تغسلُ العقولْ
لا وقت للأطفالِ في حاراتنا
الخوف يبني عشّهُ
والموتُ بالمرصادْ
مذبوحةٌ طيورُنا
مُباحةٌ دماءُ هذه الورودْ
مكلومةٌ عدن..
تساءلتْ بحرقةٍ:
لِمَ يُقطفُ الريحان؟!..
ويولد الصباح من عيونها
على رصيفٍ مُستباحْ
يستلقي الخوفُ
مدائنٌ بلا أمان
والموت في أرجائها
ساعي البريد
من ديوان (عالقة خلف جفون الوطن)