فيس وتويتر

مصطفي السعيد يكتب :سبب الإرتفاع الجنوني لأسعار الذهب

الإقبال على شراء الذهب تزايد بشكل وبائي، والسبب هو تراجع الثقة في الدولار الأمريكي كمخزن للقيمة، بعد أن استمر لفترة طويلة من أهم ادوات الإحتفاظ بقيمة المدخرات، استنادا لقوة الدولار المحمي بالقوة الإقتصادية والمالية الأمريكية، ومع اهتزاز هذه الثقة، وتراجع الإقتصاد الأمريكي، واندلاع الحرب التجارية، وظهور منافسة لمنظومة سويفت للتبادل التجاري العالمي، تسارعت وتيرة استغناء البنوك المركزية في العالم عن الدولار كعملة احتياطي وحيدة، ليتراجع مخزونها من 90% إلى 58% خلال السنوات العشر الأخيرة، لكن الوتيرة تسارعت مؤخرا، وبلغت ذروتها مع اندلاع الحرب التجارية، وتراجع سعر الدولار بنسبة 10% من قيمته خلال عام واحد، وتكفي هذه النسبة لإثارة ذعر حاملي الدولارات سواء كانت بنوك مركزية أو شركات أو أفراد، لهذا اتجهوا جميعا، وفي توقيت واحد لشراء الذهب كمخزن مضمون للقيمة، خاصة في ظل حرب العملات، وتوجه الولايات المتحدة لخفض قيمة الدولار لتسديد ديونها الهائلة بعملتها المحلية، لكنها تخشى أن تخفض الدولار بنسبة كبيرة، لأن العواقب وخيمة، وسيتخلص العالم من الدولار، لأنه لن يصبح مخزنا موثوقا للقيمة، لكن الدولار في كل الحالات أصبح يواجه أكبر تهديد منذ ظهوره كعملة العالم الرئيسية، فاليوان الرقمي الصيني بدأ يزيحه في الكثير من التعاملات، بما فيها شراء النفط الخليجي، والتبادل بين مجموعة البريكس، لهذا تسارع البنوك المركزية في العالم لشراء الذهب بآلاف الأطنان، لينخفض المعروض مع زيادة الطلب فيحدث الإرتفاع الجنوني لأسعار الذهب، لكن هل يدوم هذا الوضع؟ على المدى القصير نعم، لكنه سيصل حتما إلى نقطة توازن، ويتراجع في خطوات تصحيحية للسعر في المدى المتوسط، لكنه سيظل المخزن الأكثر ضمانا للقيمة، إلى أن تهدأ حرب العملات والحرب التجارية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى