مصطفي السعيد يكتب :كيف احتكرت الصين المعادن النادرة؟ ولماذا أصبحت أهم الأسلحة؟

المعادن النادرة موجودة في الكثير من بقاع الأرض، وإن كانت أكبر مناجمها موجودة في الصين بواقع 70%، لكنها تحتكر نحو 97% من إنتاج أهم تلك المعادن، والسبب أن الصين تنبهت مبكرا لأهمية تلك المعادن، بما تتميز به من مواصفات لا يمكن للصناعات المتطورة الإستغناء عنها، ولهذا أنفقت عشرات مليارات الدولارات منذ عقود على بحوث وتجارب وطرق فصلها ومعالجتها وتنقيتها، وهنا يكمن سر احتكار الصين لها، فلا توجد دول لديها تقنيات فصل ومعالجة تلك المعادن الأكثر أهمية وندرة، وعندما تتواجد تلك المعادن في دولة، تبيعها إلى الصين، لأنها لا تملك تقنيات وأسرار فصلها ومعالجتها، لهذا لا يمكن لأمريكا مثلا أن تأخذ أتربة من أوكرانيا أو غيرها وتقول أن لديها معادن نادرة، لأنها تحتاج مشوار طويل حتى تعرف وتمتلك تقنيات فصلها ومعالجتها. أما أهمية تلك المعادن فلأنها تدخل في العديد من أهم الصناعات المتطورة، مثل الشرائح الألكترونية، ومكونات الهواتف، وهياكل ومعدات الطائرات والأسلحة والذخائر، ومعدات صواريخ ومحطات الفضاء، والسيارات الكهربائية، و… و… ، لهذا لا يمكن الإستغناء عنها، أو معرفة طرق إنتاجها بسهولة، وإذا أوقفت الصين تصديرها إلى الولايات المتحدة مثلا، فستسبب شللا وإضعافا لأهم منتجاتها الصناعية، خاصة المجمع العسكري، أما لماذا تعتمد أمريكا على الصين في 70% من المعادن النادرة، فلأن عدد تلك المعادن كبير، لكنها ليست بذات الأهمية، منها معادن يسهل فصلها ومعالجتها، وأخرى مازالت من أسرار الصين وخبراتها التي تعود إلى عقود طويلة في إنتاج وتنقية تلك المعادن.