
من يوميات شارع الفراهيدي… حين تُسرق الثقافة باسم المشاع!
=================
في يوم الجمعة الساعة السادسة الا ربع عصرا ، الثامن عشر من نيسان 2025، حملتُ روحي وكتابي إلى شارع الفراهيدي، إلى حضن الثقافة في بصرتي، علّني أضيف سطرًا جميلاً في دفتر هذا الوطن المتعب، اصطحبت معي خمسًا وعشرين نسخة من كتابي الأول “مقالات في الأدب والنقد”، طامحًا أن أهديها لأرواح تلتقي الكلمة بالدهشة فيها.
ويا لفرحتي حين وزّعت سبعة عشر نسخة لمن أحبّ الكلمة واحتفى بالفكرة، لكن، ويا للخيبة…! غفلتُ لحظة عن صندوقي، فاختفت ثماني نسخ كأنما ابتلعها الهواء، بل الأعجب أن تُسرق أيضًا نسختي الخاصة من كتاب السفير عبد الكريم طعمة، “الفراشة وتقاليد اليابانيين”!
ولم ينتهِ المشهد هنا… رأيت شابًا يتصفح الكتاب كأنه صاحبه، فقلت له: “هذا كتابي!” فأجابني بكل بساطة: “أليس هذا الصندوق مشاعًا للجميع؟”
تعجبتُ من هذا “الفرهود الثقافي”، من هذا الشعب الذي تعلّم أن يأخذ كل شيء دون أن يسأل: هل هو لي؟ هل يجوز؟
أيها السادة… ليست الثقافة غنيمة تُنهب، ولا الكتاب سبيًا يُؤخذ باسم الفوضى!
ليتنا نحترم ما يُمنح لنا عن طيب خاطر، بدل أن نسرق ما لا نملك، ثم نُلبس فعلنا قناع “البراءة” و”الجهل”.
أكتب هذا لا لأشتكي، بل لأدق جرسًا صغيرًا في ضمير كبير:
احموا الكلمة، صونوا الكتاب، فالذي يسرق حرفًا اليوم، قد يسرق وطناً غداً!
عبد الكريم حمزة عباس
================