كهف الشجن / الشاعرة د.مرشدة جاويش

#كهف_الشجن
كامِدٌ صَخَبُ ارْتِعاشِ الحَيْرةِ القُصْوى
يَنْبوع الوَسَنْ
طَيْرٌ أَضاعَ العُشَّ زَقْزَقَةً
بِأَوْصال الزَمَنْ
تَتَقافَزُ الأَغْصانُ مِنْ مَطَرٍ إلى وَتَرٍ
بِأَغْصانِ الكَمَنْجاتِ التي ماوَدّعَت
أعْناقَ عِصْمتها
وَلا كَهْفَ الشَّجَنْ
مازِلْتُ واقِفَةً
عَلى الدَمْعِ اليَتيْم
بِلَهْفةٍ
شَحَذتْها أَشْواكٌ مُدَبَبَةٌ
تكنِّسُ عَن جِدار الرُوح
أَصْداءَ الغُبارْ وَغُرْبةً
أَغْوَتْ سَريْرَ الشَمْسِ
فاعْتَزَمَ الرَحِيْلْ
نِيْسان يُنْكِرني
وَيَرْحلُ لا وَدَاعَ
وَلا طَرِيْقاً مِنْ ثُرَيّاتِ القُبَلْ
تَرَكت دَليْلاً فيْ مَتاهَةِ لَهْفَتي
وَالبَحْرُ شَدَّ حِزامَهُ مَوْجاً تَهَيَّأ للسَفَرْ
إذْ كُلَّما وَجْهِي تَوَسّمَ بابْتِسامِ الغَيْث
عاجَلَهُ الخَفَرْ
صَخْرُ السَرابِ
بِها عَطِش
حُزْنٌ يُلاعِقني
تَحْتَلُّ وَحْيَ مَفاصِلي
رَعْشاتُ أثْلامٍ عَلى دَرَجِ النَهار فَبَعْثَرْت بَعْضِي عَلى بَعْضي
وَأعْلَنت الحِصارْ
تَمْضي هُناك إلى مُحِيْط الشَكِّ
تَرْقبُ لَوْثةَ الأشْلاءِ تُرْمى
خارِجَ الجَسَدِ المُفارِقِ حُلْمَهُ
مِزْقةٌ تَكْسوْ خُطوْطَ الظِلِّ
جُدْران الخَريْطَة
مِزْقةٌ أخْرَى
مِنَ الوَجَع المُحَلَّى بِالمَحارْ
وَجَعٌ مِنَ الصدءِ الذي أكَلَ الدَقائِقَ
حَدْسي يُقَربُني إلى مَوْجِ القَلَقْ
ويَشُدُّ خَيْطَ المَوْتِ فيْ فُسْتان عِمْري
يَقْرَأ الغَيْمَ عَلى كَفّ الحَبَقْ
تَمْهرُ الطِيْنَ المُوارِبَ هَزّةٌ أُخْرى بِوِجْدانِ الجَسَدْ
تَخْتمْ الأَعْصابَ مَرَّاتٍ بِأَحْذيَة النُعاسْ
وَفيْ مَدامِيْك البرَدْ
ياثَوْرَةً للوَجْدِ
تَقْتلُني
وَتَأكُلُ مَنْ يَثوْرْ
يادَمْعَةً سُجِنَتْ بأَقْفاصِ الْتَغرُّبِ والشُجوْنْ
تَفْتَحُ المَعْنى إلى حُرِيّة الصَلَواتْ
سُحْقاً لِمَعْروْض الزَمانِ
وَقَدْ تَناسى عامِداً فَجْري
ليَأْكُلني السُؤالْ
فِلِمَ يَجوْعُ المَوْتُ للمَوْتِ العُضالْ؟
وَهُنا السَماءُ عَلى الحِيَادْ
والأَرْض غَرْقى والسُؤَالْ
أَيُوْلدُ الإنْسانْ؟
#مرشدة_جاويش