تقارير وتحقيقات

خطاب ترامب وتحول موقف خامنئي من التفاوض مع امريكا

في الفترة الماضية تحول موقف ايران من الرفض الكامل للتفاوض مع ترامب الى الانخراط في عملية تفاوض بترحيب من اربع اطراف رئيسة في ايران
كانت البداية من تصريحات ترامب التي هدد فيها ايران بضربها وهو ما قوبل من جانب خامنئي بتصريحات تتضمن رفض التفاوض تحت تهديد امريكا
كذلك تصريحات بزشكيان التي قال فيها انه لا يرحب بتفاوض تحت سيف التهديد وتلى ذلك تصريحات من عراقجي وزير الخارجية بنفس المضمون تقريبا
لكن
فوجئ الايرانيون ، بخطاب ارسله ترامب الى خامنئي رأسا
تحفظ الايرانيون على كشف تفاصيله للاعلام وكذلك الجانب الامريكي
كانت ابرز نقطة في الخطاب هي ترحيب ترامب بالتفاوض مع ايران، وذكر في الخطاب انه يريد شرط واحد وهو عدم انتاج قنبلة نووية
وقال انه في مقابل ذلك
سوف يزيل كل العقوبات عن ايران
بعد هذا الخطاب حدث اجتماع في مكتب خامنئي كانت اطرافه ، التيار الاصلاحي وتيار رفسنجاني وتيار الحرس الثوري والتيار الاصولي
هذه التيارات، حضر منها ممثلين لها ، ممكن ينخرطون في دوائر صنع القرار داخل ايران سواء في مؤسسة ” مكتب خامنئي” او الحكومة او البرلمان
التيارات الاربعة اجمعت على الموافقة على التفاوض مع ترامب
وهو الموقف الذي جعل خامنئي يرحب بالتفاوض ، مع ترامب، نزولا لموقف معظم الاطراف السياسية الحاكمة في ايران
الا التيار الخامس الذي رفض هذه الخطوة ويصمم على ان خطوة التفاوض مع ترامب لن تحقق اي شيئ وسوف يكون لها مردود سلبي على ايران
هذا التيار الخامس هو التيار الثوري ، والذي يمثله ” الرئيس البديل ” لايران ، الاكاديمي والمرشح الرئاسي الخاسر سعيد جليلي
ترددت انباء في الساعات الماضية ان ايران رحبت بنقل اليورانيوم المخصب الى دولة ثالثة لتطمئن امريكا بخصوص جدية التفاوض
ايران كانت تريد ان تعرف جدية ترامب من عدمه في استمرار المفاوضات ، فطرحت في الجولة الاولى من المفاوضات انها لا تمانع في النقاش حول تصنيع القنبلة النووية
وطرحت كذلك ترحيبها بالنقاش حول مصير اليورانيوم المخصب، سواء ان يتم وضعه تحت تصرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية داخل ايران
او ان تقوم بتسليمه لدولة ثالثة بضمانات ضخمة
وقد كان موقف ايران ذلك دافعا للذهاب الى جولة ثانية من المفاوضات مع ترامب
لكن
ايران طرحت هذه المقترحات وكان في مقابل ذلك تساؤلات من جانبها للجانب الامريكي
وهي : ما الذي ستقدمه امريكا في مقابل ذلك؟
هل تضمن امريكا موقف اسرائيل من الاتفاق ؟
هل سيكون هناك تشريع امريكي من الكونغرس يضمن استمرار الاتفاق حتى في حال انسحاب ترامب؟
هل سيكون هناك رفع لكامل العقوبات والسماح لايران للتحرك بكل حرية في ملفاتها الاقتصادية المختلفة؟
اذا ، ايران كانت ذكية في هذا المسار ، القت بكرة اللهب في وجه ترامب، ولسان حالها : اذا كنت تريد اتفاق نووي حقيقي، فيجب عليك ان تنفذ كل ما نريد في هذا المسار.
في هذه الاجواء ارسل خامنئي رسالة الى بوتين
كان فحوى الرسالة ان ايران تعتبر روسيا والصين حلفاء استراتيجيين ورفقاء مصير واحد ، وانه لا اتفاق نووي مع ترامب على حساب العلاقة الايرانية الروسية والصينية.
خامنئي في رسالته اكد على ان الاتفاق الشامل مع الصين الذي تم توقيعه قبل سنوات وكذلك الاتفاق الشامل مع روسيا – هي اتفاقيات استراتيجية بالنسبة لايران ولا يمكن التراجع عنها حتى لو كان المقابل هو اتفاق نووي جديد مع ترامب.
وبذلك طمأنت ايران الصين خاصة التي تعتمد على النفط الايراني ، وبددت مخاوفها من احتمالية ان يتسبب الاتفاق النووي في النكوص عن كل الاتفاقات الايرانية مع الصين.
ومن ناحية اخرى رتبت ايران حالها مع روسيا والصين ، في حال ما اذا فشل الاتفاق النووي ، وذهب ترامب الى فرض عقوبات جديدة وضخمة، فلن تقف ايران وحيدة في هذا المسار ، وسيكون داعما لها كل من الصين وروسيا.
بقي الامر الخاص بضرب اسرائيل لايران
هناك رؤية داخل ايران ان اسرائيل لن تضرب ايران مرة اخرى سواء تم توقيع الاتفاق النووي مع ترامب او فشل مسار المفاوضات
وترى ايران ان نتنياهو سرب خبر ” الاستعداد لضرب ايران” لكي يفسد مساعي ترامب للتفاوض مع ايران
ولكن نتنياهو لن يضرب ايران ” وفق ما تعتقد ايران ذلك”.
يعول الاصلاحيون على نجاح المفاوضات ، لان ذلك سوف يعطي بزشكيان قبلة جديدة للحياة في الرئاسة الايرانية وسوف يدخل دورة ثانية من الرئاسة الايرانية وهو محمل بنجاح لم يحققه احد قبله الا حسن روحاني وفريقه
يقول التيار الثوري الذي يرفض التفاوض كمسار بشكل جذري ، انه بطبيعة الحال ” لن يكره نجاح بزشكيان ، ولكنه لن يدعمه”.. لكن مادام الامر سيكون في صالح المواطن الايراني ، فالجميع سيرحب به .
بقي ان اجواء التفاوض مع ترامب تسببت في تحسين وضع العملة الايرانية في مقابل الدولار الامريكي بشكل كبير للغاية ، وهي اجواء تصب في صالح ” بزشكيان ” وفريقه الحكومي على الاقل في الفترة الحالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى