د.أحمد سالم يكتب :الإنسان الأسير

كثيرا ما أفكر كيف تحول الإنسان إلي أسير أنظمة الاتصال الحديث وأنظمة الديجيتال..تخيل الانترنت قطع ..البنوك تتوقف ..الاتصال يتوقف ..الشركات تتوقف..العمل البشري في معظمه يصاب الشلل..إذن فالمجتمع الحالي ..ذلك المجتمع السائل أصبح أسيرا لنظام رسخه..وبالتالي أصبح عبدا له..حتى أنظمة السلاح والطائرات ..ونظام الدفاع الجوي والصواريخ ..كله يعتمد بصورة مباشرة على أنظمة الذكاء الصناعي..الوضع الحالي جعل العالم في غرفتك من خلال تليفونك..والانترنت الذي يوصلك بهذا العالم..ففقدت اليقين بسبب سولة المغرفة وتدفقها ..وأصبحت كإنسان مجرد ذرة في عالم سيال..أعود بذاكرتى لماقبل بداية الألفية ..أجد أن العمل اليدوى في الفلاحة يصلب عود وصحة الفلاح..والعمل اليدوي بالقلم وحساب الذهن قبل الآلة الحسبة يجعل الذهن البشري في قوة أوجه ..كانت أمى لاتجيد القراءة والكتابة ..ولكنها كانت فائقة في العمليات الحسابية ..أقول هذا بمناسبة عالم كان شديد الثراء يعتمد بالكلية علي الإنسان وقواه البدنية والعقلية ..وأصبح هذا العالم شديد الفقر حين بنى نظاما جعل الإنسان مجرد ذرة أونملة في أفضل حالاته ..وتدريجيا سوف يستغنى عن الآلاف من البشر لصالح هذا النظام الغول الذي يتطور علي حساب البشر ..ويتحكم فيه مجموعة من الرأسماليين يديرون العالم..وفي حالة تدمير هذا النظام سيعود العالم إلي البدائية ..وأحيانا أسأل هل كانن روسو محقا حين كانت دعوته للحياة البدائية ثورة وتمرد غلى الحضارة الحديثة ..ماذا لو عاش روسو في عصرنا الراهن؟!!!