كتاب وشعراء

قصة حب ولدت ميتة …..بقلم محمد الصباغ

جمعني بها غير الإعجاب بأنوثتها المدموجة في رشاقة في إنسانيتها ، جمعني بها حب أشياء كثيرة مشتركة ، وكثير من الوجع الحياتي ، حين لا يتلائم الإنسان مع ما أصبح يحيط به ، وكدت أقول لها إني أحببتها ؛ وإني الآن أحبها ، غير أني كنت مريضاً حينها بمرض عدم الرغبة في أي حب جديد ، فقد امتلأت حياتي بجثث قصص حبي الميتة ، التي ما استطعت قط أن أحيي القصة بعد موتها ، بل لم أستطع أن أحيي شريكة القصة في آوآنها !! .
مررت بمدينتها في سفرة روح ، فلما رأيتها ،
قاومت البوح ، الذي كاد يطفح من داخلي ، دمعاً ووهجاً في الوجه وجوعاً للحياة ، وكل ما يشتهى في الحياة !! .
وكل ما استطعت أن أقوله لها ، حين جلسنا نتناول ” مشروباً أعدته بنفسها” لمجلسنا على بحيرة حياتها :
– ” لدي بقايا من الحياة في قليل من الزمن ، إذا كان هذا سيكون معيناً لك ، فهو مُهدى لك بلا أي مقابل ؛ وعن طيب خاطر ومحبة ، أنا الآن عمري مضى ، والباقي منه قليلا أو كثيراً ، فهو لم يعد يلزمني ، وإن كنت قد أرى أنه قد يكون بلسم لوجع حياتك أنت ، وربما حقق لك بعض العلاج من بعض الألم والحزن الذي لديك ؟! .
— ” لا نريد علاجاً شافياً تماماً للأحزان فليس هذا بالمستطاع في التركيبة البشرية للحياة ، بل نريد ما أمكن تخفيفاً لآلامها فقط ، وأنا جد شاكرة لك وممتنة لسفرة روحك ليّ ، وإن كنت أتمناها وصلا دائماً ، وليس مواساة على مأساة حياتي ، الغزيرة المآسي ” .
– دمتي جميلة يا زهرة مدينتي القديمة المنسية ، في أعماق النسيان ، بلا حزن وبلا إحباط ، الذكريات الجميلة والحزينة “مخلوق” في الإنسان وفي الوجود لا يفنى !! .
— ” لا تبتأس لا كثيراً ولا قليلاً ، فإن السرور والحزن ظاهرتان متداخلتان في مشاعرنا لا يفصل بينهما غير خيط غير موجود ، فمن الجائز فعلا ودون أن نحذر ، أن يشقينا ما يسعدنا ، ومن الجائز ودون تحسب أن يسعدنا ، ما كنا نظنه يشقينا ” .
– ” الحياة كلها وحياتي خاصة ، سلسلة متلاحقة من القرارات الخطأ ، والتصرفات العبثية ، التي لا ندرى حقاً كيف ارتكبناها !! ” .
كان على أن أغادرها ، دون إتمام البوح ، فلو استغرقت معها ولو ثانية أخرى ، لأغلق على الزمن دون رجوع من عندها ولحبست هناك في غربتها ، ولم أستطع مغادرتها للأبد ، ولمت داخلها ، ولم يكن معي لحظتها لا كفني ولا قبري !! .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى