أماني الوزير تكتب :أتراه ما زال يقرؤني؟!

أم عاف عن قراءتي، من الداخل والخارج؟
حَمَلَ كُرَاتِهِ الخضراءَ والبَنفسجيةَ والصفراءَ…
وغَادَرَ بِكاملِ لهفَتِهِ…
أوصَدَ البَابَ خلفه برفق،
وتركَ اسمَهُ وحيدًا بجوارِ صورته…
يستَتِرُ خلفَ لوعةِ الأزرقِ؛
ويستِرُ لهفَةَ خافِقِهِ الذي تفضَحُهُ رائحةُ عطرهِ في حُلمٍ…
هل سيَجلبُ لي التَمَرَةَ؟!
أم ستفوزُ بهِ امرأَتُهُ التي رَبِحَت كُلَّ شيءٍ؟!
خَسارَتي أعلَمُها جَيِّدًا – أربعُ سَنواتٍ من الحُبِّ –
و “طِفلٌ يلهو بالطلبةِ في عَالمِ البرزخِ”،
وعدةُ أحلامٍ من عناقٍ وفِتنةٍ تراودُ القلبَ عن ثباتهِ كلَّ لَيلةٍ…
لم يخلُ السريرُ من أَثَرةِ البارحةِ…
ولم يخلُ جسدي من فِتنةِ اشتهائهِ.
فإن كنتَ ستُعيدُني إلى ما كنتُ عليه،
فلتأخذ مني كُلَّ شيءٍ وأعدني إلي كما كنتُ،
لا يَهوى جسدي لنشوةٍ بعد حلمٍ…
لا تُحاوطني الذاكرةُ بحميميةٍ لا صِدقَ فيها ولا ثقةٍ،
أعدني إلي جامدةً…
أغرسُ أظافري في عنقِ الوقتِ…
دونَ أن أَنهشَ منه لهفةً خاطفةً تسحبني إليك،
أعدني إلي فارغةً من التمني؛
إلى الفقدِ الذي لا يشعر به أحدٌ.
لا تترك لي اسمَكَ مجردًا،
لأني لا أحتملُ هذا الألمَ.
ثم هدأتُ؛
كما تهدأُ المُدُنُ بعد العاصِفةِ،
ليس لأن شيئًا تغيَّرَ،
بل لأنني تعِبتُ من العِراكِ مع الظلِّ.
أضعُ الموسيقى بصوتٍ مُنخفضٍ،
أرتبُ كتبي، أعدُّ قهوتي، أغيِّرُ الشراشفَ وعطرَ البارحةِ،
فأتذكركَ؛
بعنفٍ أشدَّ، يعاندني قلبي و – يحنُّ –
وتعاندني ذاكرتي…
تسحبُ الصورَ من عنقها متتابعةً إلى شاشةِ العقلِ…
تبثُّ الدفءَ في قلبِ امرأةٍ تنامُ بلا انتظارٍ،
تستيقظُ بلا توقعٍ،
تمشي في يومِها كمن نَجَا من نفسِه للتوِّ…
كمن نَجَا من أثرِ مسٍّ ينتمي للعنةِ حبٍّ لا يموتُ.
بهدوءٍ، بحذرٍ، بشيءٍ من الجمالِ المتأخرِ،
الذي لا يُرى، إلا حين يُفقدُ.