قصة “حضن بارد” …عيشة صالح

قصة “حضن بارد”
عيشة صالح
أنا ثقيل اليوم. رغم أنني لا أزن كثيراً، أشعر بثقلٍ لا يُقاس بالكيلوغرامات. ربما هو الحزن المبلل بدموع الأم الثكلى، أو الوجع المتجمد في عين الأب المكلوم. كل خطوة يخطونها ترتجف أوصالي، أشعر أنني سأهوي… لكنني ثابت. دائماً أكون كذلك.
مررنا بجانب سور مدرسته الذي يحتضن قصصاً من طفولته. وهنا في زاوية الطريق طفلة صغيرة، لم المح سوى عينيها المستديرتين، لم تفهم لم الناس يرمون الورود.
كان صامتاً حين التقيته، بارد الجسد، دافئ الملامح، أكان النوم أغراه قبل أن يودع كل شيء؟ وسط الجموع، تناثرت الدعوات والتكبيرات، يحاول بعضهم الاقتراب منِّي أكثر، يهمسون، يتمتمون، كم من شهقةٍ حبستها داخلي، وكم من دمعةٍ سقطت عليّ ولم تجف. تمنيت لو أصرخ:
“لقد أُنهكت.”
اقتربنا من الحفرة، توقفت الخطوات، وانزلوه برفقٍ لا يشبه الحرب التي قتلته. أعادوني فارغاً.