فيس وتويتر

مصطفي السعيد يكتب :رعب أمريكي-إسرائيلي-أوروبي من توريد الصين أسلحة متقدمة للدول الفقيرة تقلب موازين القوى

كنت قد ذكرت في مقال بجريدة الأهرام أن أحد أهم إنجازات الصين، والتي سيكون لها مردود واسع ومزلزل، أنها ستصبح أكبر منتج ومورد للأسلحة الأحدث في العالم للدول الناشئة والفقيرة، وسيكون لتفوق الأسلحة الصينية وأسعارها الأقل بكثير تأثيرا واسعا على موازين القوى في العالم، وكسر احتكار الولايات المتحدة وأوروبا التحكم في موازين القوى، من خلال تحديد كميات وأنواع الأسلحة للدول وفقا لمدى ارتباطها وتبعيتها للغرب، وهو ما لم تنجح فيه روسيا بشكل مؤثر، بينما قدرات الصين الصناعية والتكنولوجية ستمكنها من إنتاج أسلحة أكثر تطورا وأقل سعرا.
وجاء الإشتباك بين الهند وباكستان كأحد نماذج ما قصدته، فالولايات المتحدة كانت أكبر مورد للأسلحة الباكستانية، مقابل أن تدعم باكستان الجماعات الإرهابية في أفغانستان، وهو ما أكده وزير الدفاع الباكستاني لقناة إسكاي نيوز، لكن واشنطن بدأت تغير توجهاتها بدعم الهند، خاصة مع صعود اليمين القومي الهندي إلى الحكم، والسعي لاستخدام الهند في كبح الصين، فأصبحت أمريكا تورد الأسلحة للهند بدلا من روسيا، بينما توجهت باكستان نحو الصين، وحصلت على طائرات ومنطومات دفاع جوي، ربحت فيها باكستان المعركة الجوية الأخيرة، في مفاجأة أصابت الغرب بالذهول، فكانت باكستان الطرف الأضعف في كل الجولات السابقة، وإذا بها مع أسلحة صينية، ليست أفضل ما تنتجه الصين، قادرة على تحقيق إنتصار على الهند، فماذا لو أمدت الصين بلدان معادية للكيان بأسلحة أكثر تطورا من الأسلحة الأمريكية؟ أو أمدت فنزويلا ونيكاراجوا وكوبا وغيرها من الدول المتحدية للهيمنة الأمريكية بأسلحة أكثر تطورا مما ينتجه الغرب؟ سيفقد حينها الغرب، خاصة أمريكا والكيان، أحد أهم أدوات الهيمنة، وستتجرأ دول كثيرة على تحدي الغرب الإستعماري في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، وربما شرق أوروبا، وستنهار منظومة الهيمنة العسكرية، التي كانت ومازالت أحد أهم الأدوات الإستعمارية. إن إنتاج الصين لطائرات من الجيل السادس لتسبق الولايات المتحدة، وكذلك منظومات دفاع جوي ورادارات أحدث، وتمكنها من أن تصبح القوة البحرية الأولى، إلى جانب تفوقها البري، وإنتاجها طائرات مسيرة فرط صوتية، وصواريخ أسرع 16 مرة سرعة الصوت، ومقذوفات كهرومغناطيسية لم يسبق لها مثيل، وتزويد دول العالم الثالث بها دون القيود التي كان يتحكم فيها الغرب “أمريكا وأوروبا والكيان” سوف يكون له نتائج مذهلة في المستقبل القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى