في انتظار الصافرة ….. بقلم // أبو أيهم النابلسي // سورية

# أبو أيهم النابلسي/سورية
في انتظار الصافرة
“” “” “” “” “”””” “” ”
تموت سريعا إذا لم تخاطر أو تتغير
وتبقى كفيفاً ترواح
عند حدود السؤال
تعيش ضئيلاً إذا ما تركت القراءة
إذا ما نسيت اختبار الطريق
فضلّت خطاك وزاغ الخيال
تعـوّد على صحبة الشمس من قبل
ان تتلاشى بعيداً
ويغدو العبور اليها محال
الـى اين يمضي الزمان بنا
دعـه وشـأنـه
وأرسل إليـه بطاقـة طـرد أكيده
لكي لا يعود كما كان يأتي
رداءً قديماً من القرفصاء
يغلّف وجـه القصيـده
وأين تلـوذ الـريـاح
تمسك بمـا في جيوب منها
هي مخلوقة من حريـر الحـديـد
ومن هفهفات الفراشات تـأتـي
ومن حـلـم ٍ فيه بـأس شديـد
هنـاك سؤال بسيط
هل ما أراه الحقيقة
أم كمشة من سراب
هـل الآن هـو الآن
وهـل انا فعـلا أكون آنـا
مثلمـا أتـراءى لنفسي امام المرايا
أم خيمة من خيال
أشعر أني خارج ذاتـي
اسير مكاني ثقيلاً دون صفاتي
متى استطيع العثور علـيَ
متى أتفادى سباتاً طريح الزمان
كثير السعال
يمـر الصباح في كل يوم ٍ
ولكننا لا نراه يمـر
يتدلّى الفراغ علينا منذ قرونٍ
بملحفـة من غنـاء قديـم
يملأ افكارنا بهشيم الزجـاج
ويجعل حاضرنا نرجسيَ المـزاج
نعيش الحياة كحـلْـمٍ ونحلم أنّـا نعيش
من الهندباء نضيء الفوانيس ظهراً
ونمنحها فلكاً ومدارا
في عالم يتسامى فيه الضجيج الى منتهاه
تظـلُ المحبـة فيـه ( أُسُّ ) الوجود
وحلاً وحيداً لتنمو الحقيقة فيه جهارا
أنا والسراب جلسنا معاً
وشيء من الاختناق البطيء
نفتّش أيام عمرٍ لنا لا يجيء
ماذا فعلنا هنا
ماذا تركنا هناك
فمي لا يترجم كل الحكايا
وذاكرتي بعثرتها الأماني خلف الحدود
وأنا عـالـق في بداية هذا الوجود
أتبسّم بالرغم من رغبتي في البكاء
وأصمتُ قهراً وفي داخلي
أحاول تمزيق كل الهواء
ألامس كل الغيوم لا أرى أيّ معنى
ولا انتمـاء
أقول لنفسي: عودي لنفسك
لا تركضي معهم في الزحام
تعالي لنبقَ معاً
فكل الدروب شظايـا ونحن حفاة
تعبت من الصمت وحدي
أمام الحياة
أريد حديثاً قصيراً بأنّ هذه البداية
تستحق نهاية أفضل
وأن الحقيقة قد مررنا بها ولم نتحمّـل
يا أنـا
تعـوّد إذا مسّك الضرُّ من العالمين
ان تكون عصيّـاً عليهم جميعاً
مثـل خيـالـك
تعـوّد بـأن تتسـامـى
لكـي لا يتـمّ اغتيـالك
ألمانيا /////
6 / 5 / 2025