كتاب وشعراء

تماما كما شِفَاهٍ ….. بقلم // عزوز العيساوي // المغرب

تماما كما شِفَاهٍ
أصابتها ضربة شمس ،
بعدما غاض النهر و جَفاهُ ماؤه ،
تَشَقَّقَ الطين من عطشه
وجَفَّ الضَّرع والزرع…
ما عدا لومِيضِ البرقِ معني في أحضانِ
سحابَة ترقصُ لجوقةِ العميان ..

أراني
أتعرَّى من لغتي لأركَبَ المجاز ..
وأساطير الأزمنة المشردة
كجراح واحات تخبو ثم تندمل..
لعلني أقاوم سيلا من يباب
ينساب بين حنايا الجسد من تعب.

تخونني قوة التيار…
ألملم شراع زورقي فتخذله الرياح.
كثابوت أم موسى ،
يترَنُّحُ على مهلِ ،
يهيم على صفحة ماء تنكسر ،
فيُهدي فلذة الروح للمجهول .
وفي القلب رجفة
لا تُسكنها إلا نداءات السماء…

أسوق قوافل العِطاشِ إلى
غدير مضمحل،
لأسقي الروح وما تبقى مني
جرعةً لا تنقطع..

مُبحرًا أراني
في تِيهٍ من بحر الانتظار..
أملأ جيوب الليل بحبات من مطر
وزَادًا من كلمات حفظتها
لرحلة بلا نهاية بين جُزُرِ المنافي
على سَفَائنِ شوق و بَوْحٍ لا ينفطر..
عزوز العيساوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى