محطات مهجورة …… بقلم // خالد الخالدي // العراق

من مجموعتي الشعرية بعنوان
( محطات مهجورة)
استوقفتني امرأة ستينية في إحدى
شوارع فرانكفورت و سألتني
من أنتَ ؟
أزقة مظلمة
من أنا .. أجبتها بحزن شديد
و أسماء الشهداء
تتساقط من جراحي .
أنا الذي ولِدَ في الحرب التي
لم ينجو منها حتى الأموات .
من أنا……… أنا الذي قضى طفولته
في كتابة أسماء الشهداء
الذين سقطوا واحدا تلو الآخر
في حروب لم نكسب منها سوى
بقايا لصور الشباب .
أنا الذي كان يعلق صور الشهداء
على أعمدة شوارع المدن
لتنير دروب العشاق .
أنا الذي تعلمت رسم المقابر فقط .
من أنا……….. أنا الذي كان يحصد
الفقر و الجوع أيام شبابه
أنا الذي عاش سنين الموت الكثيرة
أنا الذي كنت أرتدي الخوف
وأتنفس الألم من رئة الزمان .
من أنا…………. أنا الذي عاش الحرب
الأولى والثانية والثالثة
وسنين العمر مركونة على رف الحزن
من أنا………….. أنا الذي عبر طريق الموت
عبر جسر الخوف عندما كانت الحرب
تدور في فلك أيامنا
أنا الذي قضى سنين كثيرة
يحمل الموت في جيوبه دائماً .
أنا الذي نجى من دا……عش
عندما اغتصبوا التين والزيتون .
أنا الذي أتساقط كل مرة
أنا الذي أموت كل يوم
أنا الذي دفن في مقبرة النسيان
أنا اليتيم
أنا ابن شهيدة
أخ لمخطوفة
أب لطفلة اغتصبوها
وتركوا بقايا جسدها في مقبرة السماء .
أنا ابن أربع وسبعون إبادة .
قالت لي…….. أعرفك
قلت لها……. كيف
لم تجبني ، تركتني و رحلت
لم تسألني عن اسمي ولا عنواني .
بحثت عنها كثيراً دون جدوى
ربما تبخرت أو هربت دون رجعة .