مصطفي الفيتوري يكتب :الخليج العربي أم خليج العرب أم الخليج الفارسي

سيبدأ الرئيس الأمريكي دونلد ترمب زيارته الي السعودية وقطر يوم 13 من الشهر الجاري ومن المتوقع أن يعلن بدء أستخدام أمريكا رسميا لتسمية الخليج العربي أو خليج العرب بدل الخليج الفارسي. وسبق له أن أعاد تسمية خليج المكسيك بأسم خليج أمريكا على كل الخرائط المستعملة في أمريكا مما دفع برئيسة المكسيك الي رفع قضية ضد شركة خرائط غوغل لمنعها من أستخدام التسمية الجديدة. وقد اعادة غوغل تسمية خليج أمريكا لكل المستخدمين داحل أمريكا أما خارجها فمازالت تستعمل خليج المكسيك.
كانت ليبيا أحد الدول العربية القليلة التي تستعمل تسمية الخليج العربي ليس فقط في خرائطها في المدراس ولكن أيضا تمت تسمية بعض الشركات/المؤسسات بتلك التسمية مثل شركة الخليج العربي للنفط وهي أحد أكبر شركات النفط الليبية. لا أدري أن كان هناك قرار ليبي (بداية من السبعينيات) يلزم الدولة الليبية بأستخدام أسم الخليج العربي (من لديه فكرة أود أن يفيدنا بها).
لم يعتد بقية العرب تسمية الخليج العربي وان كانت مصر في الستينيات في أنسجام مع مواقفها القومية تستخدم التسمية الا أنه لم ينتشر الإسم في التعليم مثلا ولا في تسمية المؤسسات أو غيرها مما يعني أنه مجرد تسمية سياسية أستخدمها عبدالناصر لإيمانه العميق بالقومية العربية.
أغلب المراجع العربية في تناولها لأسم الخليج والجدل حوله تنكر دور ليبيا ولا تذكره ابدا وخاصة دولة الأمارات التي كانت مدارسها حتى عام 2017 تستخدم تسمية الخليج الفارسي مما دفع بعض الطلاب الي رفع قضية ضد وزارة التعليم حول هذا الأمر بعد أن وجدوا أسم الخليج الفارسي على أحد الخرائط في كتاب الصف الرابع.
ايران طبعا ترفض اسم الخليج الفارسي.
ترمب لم يصدر قرارا بعد بذلك ولكن سيتم تقنين التسمية الجديدة أن أعلنها كما هو متوقع.
منذ أيام نشرت صحيفة الوسط (المسماة ليبية) تقريرا حول الأمر ولم تأتي على ذكر ليبية ولو بكلمة! أنكار التاريخ لا يعني تزييفه فكل ما تنكره أنت هناك من يتذكر وبفخر به أحيانا. رابط تقرير الوسط في اول تعليق.
أنا من الجيل الذي تربى ونعلم على تسمية “الخليج العربي” وأتذكر أول مرة أسمع بتسمية “الخليج الفارسي” كانت في المرحلة الجامعية وخارج ليبيا عندما صرت أقرأ وأكتب باللغة الأنجليزية.
التسمية ليست مجرد أسم يتكرر هنا وهناك بل لها دلالات ثقافية وتاريخية أيضا وتشير الي النفوذ والأثر الكامن فيها وأن كان مخفيا.
أصرار ليبيا قبل 2011 على تسمية الخليج العربي ينبع من أيمان عميق بفكرة الوحدة العربية وأثر العرب وتاريخهم.
لا ادري ماذا تستعمل مناهج التعليم الليبية الآن: الخليج العربي أم الخليج الفارسي؟ وأود لو أن أحدا منكم لديه كتاب مدرسي/منهجي ينشر صورة لخريطة المنطقة لنرى أين وصلنا!