كتاب وشعراء

حديث المطر…لامية عويسات

تهامس المطر والرّيح
فارتجف اللّيل شوقا
وغفت المدينة
على لحن قديم
يشبه صوتك!

رائحة التّراب المبلّل
تُشبه حضن جدّتي
حين كانت تغمرني
بدعاء دافئ
وأغنية لا تموت.

أمشي في الطّرقات
كمن يتتبّع صدى الحنين
كمن يقرأ الرّسائل
الّتي كتبها الغيم
ثم نسي أن يرسلها.

الرّيح؛ تغنّي للذّاكرة
وكلّ قطرة تنزلق
على كتفي
كأنها لمسة
من زمن أحبّني بصمت.

هل تشعر بي يا غائبا؟
أنا هنا؛
أجمع المطر
كأنّني أجمعك؛”
في كفّي
وفي قلبي
وفي كلّ القصائد الّتي
لم أكتبها بعد.

أجلس تحت الغيم
أحدّثه عنك؛
عن صمتك الّذي يشبه المطر
حين يهطل ولا يبوح
ويترك في القلب
أثرًا لا يمحى.

كلّ شيء الآن
يخون الوقت بصبر جميل
النّافذة المفتوحة
على حكايات نسيها النّهار
والشّاي البارد
كأنّه ينتظر يدا
لم تعد.

في البعد؛
يمرّ طيفك خفيفا
كالنّسيم إذا داعب الغصن
وكلّ ركن في المكان
يناديك دون صوت
تماما كما أفعل أنا!

يا من علّمتني؛
أنّ الحنين ليس ضعفا
بل وطن آخر
نسكنه حين يخذلنا العالم.

دعني أظلّ هنا
في هذا المطر
بين الرّيح والتّراب
أحكي لك عنّي
وأسمعُ منك كلّ الذي
لم يذكر.

فالحبُّ؛
رغم المسافة
ينمو مثل زهرة برّية
في صدري؛
تسقيها الذّكريات
ويرعاها المطر.

وكلّما هبّت الرّيح
توشوش باسمي شفتاك
كأنك ما زلت هنا
أقرب من أن يرى
أعمق من أن ينسى.

فابقَ؛
كما أنت
حنينا لا يغيب
وحبّا لا يبرد
وقصيدة؛
تتفتّح كلّما نزل المطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى