خالد الشربيني يكتب :التعليم تعلن والمركزية لا تستجيب!!

تفاجأ عدد كبير من المعلمين والمعلمات المعتذرين عن أعمال الامتحانات بالشهادات العامة للدبلومات الفنية بخطابات الانتدابات عن أعمال الملاحظة والتصحيح الموجهة والمرسلة لهم والتي أخطرت بها المدارس ، لكن وعلى الرغم من توافر شروط الاعتذار لديهم والتي أعلنتها وزارة التربية والتعليم والتي تنطبق في مجملها على هؤلاء المعلمين كل حسب حالته ووضعه ؛ تم تجاهلها وكلفوا بالعمل لمدة تصل إلى شهر بين الانتقال من أماكن بعيدة وأخرى مختلفة ؛ لا تتناسب مع ظروفهم الصحية والمرضية الموثقة بالتقارير الطبية المعتمدة من لجنة القمسيون الطبي والتي لا تتناسب أيضا مع أوضاعهم الاجتماعية ؛ من رعاية طفل أقل من عامين ، مع سفر الزوج للخارج ، كذلك وندب الزوج والزوجة في نفس التوقيت للمشاركة في أعمال الامتحانات والتصحيح، وهي تلك الشروط المعلنة والتي استثنت وزارة التربية والتعليم منها أصحابها،
حيث أكد عدد كبير من المعلمين ممن تنطبق عليهم شروط قبول الاعتذار أنهم بالفعل قد أرسلوا المستندات مرفقة مع طلب الاعتذار و الدالة على أوضاعم في ١ سري إلى مدير التعليم التجاري في محافظة كفر الشيخ والموفدة إلى قطاع الغربية لجنة النظام والمراقبة كنترول الغربية الشهادة العامة لدبلوم مدارس التعليم التجاري ذلك ما اضطر هؤلاء المعلمين إلى السفر إلى تلك المحافظة التابعة لها محافظتهم بعد أعلنت الوزارة أن موعد تلقى التظلمات وتلقي الاعتذارات الجديدة و الطارئة سيكون في يومي الأربعاء والخميس الموافق الرابع عشر والخامس عشر من شهر مايو الجاري ؛ وعلى مدار اليومين الماضيين يذهب المعلمون المتظلمون متحملين مشقة السفر وفي حوزتهم نسخة من المستندات الدالة على حالتهم التي تتفق مع شرط قبول الاعتذار والتي بالفعل سبق تقديمها منهم،
جاء ذلك للتأكيد وللوقوف على الأسباب التي منعت قبول اعتذاراتهم السابقة وتكليفهم بالعمل رغم تطابق الشروط المعفاة عليهم والتي تمنعهم عن التكليف ؛
لكن المفاجأة الكبرى أنه عند وصولهم تلك المحافظات البعيدة هي أن المستندات التي أرفقوها في المرة الأولى مع طلب الاعتذار في ١ سري قد اختفت جميعها أثناء فحص الأوراق وتباينها أمام أعين اللجنة والمعلمين !!
جاء ذلك عند حديثهم مع رئيس لجنة النظام والمراقبة بتلك المحافظة ؛ فكان رد المسئول عليهم أن الذي أعلنته وزارة التربية والتعليم والتي تناقلته الصحف عبر منصاتها نقلا عن الوزارة “شيء” والمرسل لنا عبر خاصية الواتساب من اللجنة المركزية للامتحانات بالقاهرة “شيء آخر” ونحن لن نستجيب إلا للتعليمات المرسلة لنا عبر الهاتف !! وأكمل حديثه ليس لدينا عدد كاف من المعلمين لسد العجز ولن نقبل أي اعتذارات،
وأمام هذا التخبط في مشهد مهين من ساعات الانتظار تارة بالوعد وتارة بالتخلي بات الأمل يحلق في أعين المعلمين رغم صعوبة حالتهم الصحية التي لا تسمح بالانتظار وأخريات فضليات ؛ ومن المعلمات من تصطحب معها طفلها بشهادات ميلاد تثبت عمر الطفل كان ذلك هو المشهد المؤلم !!
وفي هذا الصدد يتلخص المشهد وتكمن الصورة وتولد الأزمات من نهج فشل الخطط والسياسات عندما لا يدرك المسئول حجم المسئولية ويعجز عن قراءة الملفات المهمة والملحة في الأجل القريب ولا يستطيع وضع الحلول المتوازنة النهائية منها والمؤقته في مواجهة الأزمات المتوقعة وتستعصي عليه فرص الحل جميعها والمتعددة ومن هنا تستدعى الأزمة سريعا ولا تجد في مواجهتها سوى الفشل.
بالأمس القريب أعلنت وزارة التربية والتعليم ونقلا عنها أفادت الصحف الإخبارية وتناقلت المواقع الإلكترونية الخبر عن الضوابط والتعليمات النهائية في إطار استعدادات الوزارة في وضع اللمسات الأخيرة لتسهيل مجريات سير الامتحانات العامة دون تعقيدات كما هو متبع في مراحل التعليم المختلفة والتي تزامن موعد انعقادها في وقت واحد من هذا العام على غير المتبع!! حيث أن المعهود نتيجة عدم توافر القدر الكافي من المعلمين لمباشرة أعمال الملاحظة في امتحانات الشهادات العامة يتم الاستعانة بالمعلمين بين المراحل التعليمية المختلفة ورغم العجز الشديد في المعلمين وتناقص أعدادهم كنتيجة حتمية ببلوغ المعلم سن التقاعد وقلة عدد المعينين من المعلمين الجدد وعلى غير العادة تزامن انعقاد امتحانات الشهادة الإعدادية في ٣١ من شهر مايو الجاري والتي تنتهي في ٤ من شهر يونيو القادم..، جاء ذلك تزامنا مع موعد انقعاد امتحانات الدبلومات الفنية والتي تبدأ من يوم ٢٢ من شهر مايو الجاري وحتى يوم ١٢ من شهر يونيو القادم إضافة إلى عدد من الأيام الأخرى ملحقة بالتصحيح تابعة الشهادتين الاعدادية والدبلومات الفنية في نفس التوقيت تولدت المشكلة من رحم الحل واستعصت الأزمة أمام سوء التخطيط فكان التخبط متمثلا في سفسطة كلمات وعرض غير أمين من الوهميات الغرض منها إفحام المعلمين والتلاعب بالألفاظ المموهة التي لا تستند إلى أدلة تخالف ما أعلنته وزارة التعليم بغرض طمس الحقائق والإجابة على السؤال بسؤال. و إسكاتهم. متنكرين للحيثيات والبديهيات وغيرها مما أقرها المنطق و قبلته التعليمات في شروط قبول الاعتذار ومع تباين غضب المعلمين طال الوقت مع التهرب المستمر بين الكلمات المسكنة وأخرى مهددة وما بين افتراءات وافتكاسات مؤلفة وأخرى خفية عبر الستائر الخلفية لا تتفق وفق المعلن عنه من شروط أو بنود وتعليمات يعرفها ويقرها القانون وينكرها المسئول استمر المشهد لمدة يومين يذهب فيها المعلمين من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة التاسعة ليلا ينتظرون الإجابة ؛ ممتثلين للقنوات الشرعية المتاح من خلالها تقديم الاعتذارات للوقوف على الأسباب التي أتت بهم إلى هذا المكان رغم ما قدموه من مستندات وتقارير طبية حديثة مؤرخة ومعتمدة ممهورة بخاتم الشعار تثبت الحق في الاعتذار ، تلك المستندات والتي سلمت منذ قرابة الشهرين إلى لجنة النظام والمراقبة!! ؛ تفيد الحالة والوضع لكل معلم ومعلمة ؛ ذلك ما أتى بهم من محافظات بعيدة مرات ومرات لاثبات حقهم وخوفا منهم من عقوبة الامتناع بغير عذر عن أعمال الامتحانات ويستمر المشهد غاضبا ومتخبطا .