فيس وتويتر

شريف يونس يكتب :مجموعة اكليشيهات عبيطة

نسبة معتبرة من المتعلمين المصريين، والعرب برضو، عايشة على مجموعة اكليشيهات عبيطة بخصوص العالم والغرب وأمريكا والعرب ودول الخليج وأوربا وحاجات كتير تانية، منها كليشيه إن العلاقة بين الخليج والولايات المتحدة عبارة عن شراء الأمن أو الحماية الأمريكية بالفلوس. وفي العهدين بتوع ترامب، القديم والجديد، الصفقات والأرقام اللي بيتم الإعلان عنها بتتفهم على إنها فلوس بتاخدها أمريكا، أو بياخدها ترامب ويقسمها بينه وبين أمريكا، التصور الموجود في قاع مخيخ المعلمين العرب عن السياسة والدولة هو تصور الحاكم اللي بيوزع صُرر دهب على طريقة هارون الرشيد (طبعا مع مصمصة شفايف.. من نوعية مش كانو يصرفو الفلوس دي على العرب الفقرا؟ بس دي مش موضوعنا دلوقت).
في عصر ما بعد هارون الرشيد (اللي بيسموه العصر الحديث) الدول مش بتاخد فلوس والإمبراطوريات مش بتفرض جزية زي ما كان بيعمل الأخ هارون أو الأخ سليمان القانوني بتاع العثمانيين. الدول في العصر الحديث بتعمل صفقات، يعني بتاخد مقاولات، بتقدم سلع، بتنشيء مباني، بتورّد تكنولوجيا، وبتتنافس على دا في إطار الصراعات الدولية بين الدول الرأسمالية على الاستثمار. والصراع دا مش مرتبط بالخليج لوحده. لسا من كام سنة بس أمريكا وبريطانيا خطفو من بق فرنسا صفقة توريد غواصات تعمل بالطاقة الذرية لأستراليا.. والعالم ساعتها سمع ماكرون وهو بيوحوح علنا.
بالنسبة لشرا السلاح بالذات، وتكنولوجيات متقدمة معينة، فيه دايما شروط سياسية. السعودية على متانة علاقتها التاريخية بالولايات المتحدة كانت عاجزة عن إنها تشتري أحدث ما في الترسانة الأمريكية اللي مسموح لإسرائيل إنها تشتريه. وكل دولة بتتعامل مع الولايات المتحدة في السلاح بتخضع فوق كدا لاشتراطات كتير بخصوص استعماله بتختلف من بلد للتاني.
وفي كل الأحوال، سواء كان المتفق عليه هو توريد سلاح أو إنشاء نظم اتصالات أو غير كدا، المجاملة المالية اللي ممكن تحصل حاتكون في هامش الربح.
أما بالنسبة للصفقات الأخيرة بالذات، صفقات قطر كانت من النمط المذكور: حاتشتري طيارات بوينج، أو حاتمول قاعدة العديد الأمريكية لأنها ضمانتها الأمنية. والسعودية حاتاخد أخيرا الطيارة إف 35، وأنظمة دفاع صاروخي تحميها من إيران وحلفاءها.
لكن الصفقات الأخيرة مع السعودية والإمارات مختلفة، في إن جزء معتبر منها صفقات استثمارية: شراكة بين شركات أمريكية وخليجية في مجالات زي الأمن السيبراني والذكاء الصناعي وطاقة الهيدروجين الأخضر وإنتاج الطاقة النووية. وحتى قطر حايبقى فيه شراكة لإنتاج وتصدير الغاز المسال لأوربا.
طبعا مافيش أي مشكلة في إن الناس تنتقد الصفقات دي، وفيه ناس بتنتقدها في أمريكا. المقصود بس محاولة التخلص من جانب واحد من جوانب خليط الجهل والاستهبال السايد في المنطقة، واللي بيشكل “الحساء الطبيعي” اللي بتعيش فيه نسبة كبرى من الكائنات المتعلمة ومدعية المعرفة في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى