مصرع شهريار …. بقلم / محمود محمد عمرون – مصر

اعلنوا في البلاد حالة الحداد , اختفي شهريار , اسالوا عنه القاصي والداني , ادخلوا كل دار , اهدموا كل كنيسة , فتشوا اليهود واسالوا الخنازير البرية !
فقدنا شهريار , ويل لكم , ماذا تفعلون بدون شهريار , شهريار الذى يخرجكم من بطون امهاتكم , ويبتاع اعماركم , يختن اولادكم ويرسم ضحكة الوطن!
نادى منادي ” يا طيبين , اخفضوا صوتكم , اخفوا الامر حتى يعود شهريار ” , شهريار لن يعود , هو مات ؟ , شهريار لا يموت!
صبرا صبرا سوف يعود , سوف يؤدب كل الشامتين والمتخاذلين ويذبح البقرة !
صاحوا جميعا بفرح : سوف نذبح البقرة , سوف نأكل البقرة , رفعوا سيوفهم , رقصوا على ضوء القمر المتخاذل , ثملوا حتى سقطوا
صوت ينادي “افيقوا ” , استغفروا ربكم , تطهروا , صلوا , النهاية قريبة كونوا مستعدين
امسكوا به , “اقتلوا هذا الرجل , المشعوذ ” , نذير شؤم , اصلبوه لتأكل الطير منه , بل انتظروا شهريار , قيدوه الى شجرة على الطريق حتى اذا ما عاد شهريار تبول عليه!
شهريار لن يعود ! , خسئت , هو فى الجوار يكتب شعرا , يعزف لحنا , يراقص بنتا غجرية ,
جعفر جاء , الثعلب جعفر “اخبركم بالخبر اليقين ” , قتل شهريار !
ويل لك , ولنا , “كيف ؟ ومتى ؟ تكلم يا وزير
قال جعفر : الهنود الملاعين نصبوا فخا , قتلوا الجميع
كيف نجوت يا جعفر؟! , كيف تركته يا جعفر ؟
اخفى عيناه المشقوقتان , تظاهر بالبكاء , قص عليهم كيف حاول وقاتل واستبسل , حتى اللحظة الاخيرة!
“انها الخيانة يا جعفر” , نعم ابحثوا عن الخائن , من وشى بكم , من باعكم للهنود , و قبض الثمن ؟
فتشوا القصر مرتين , صلبوا الجواري والغلمان مرتين , اخبرنا يا جعفر ماذا نفعل ؟ , كنت مع مولانا حتى النهاية هل اخبرك شيئا ؟
“شهريار موجود فيكم , بداخلكم , باقى معكم , يأكل من طعامكم , ينام فى فراشكم ” استحسنوا القول “مرحى مرحى ” عادوا الى سيوفهم “لقد انتصرنا” زغردت النسوة , نبحت الكلاب ونزل المطر!
الشيخ المربوط بالشجرة غير اقواله ” جعفر جاء بالبشرى , شكرا لك يا جعفر ” فكوا وثاقه واحتضنوه !