الغفير مغاوري …..قصه قصيره بقلم / محمود محمد عمرون – مصر

رباب رفضت مغازلته ! , عليها اللعنة , لابد ان ترحل هى وابوها , قرية المبروكة طاهرة لا مكان فيها للغرباء !
افتى مغاورى بذلك وهو يستشيط غضبا , يفكر فى وسيلة لكسر انف تلك المغرورة التي قالت له : اذهب فقد تأخر الوقت , سوف نغلق !
حودة المغنواتي لابد ان يرحل ايضا , لا يخفى على مثله ما بينهما , حودة و رباب عاشقان , عندما يقول ” يا بنت ياللى عيونك عسلي ” يقصدها هي , وعندما تتمايل كفرع شجرة تعلن موافقتها !
حمقاء , رفضت الحماية التى يوفرها لها و احبت هذا البرص الهزيل , العائد من الموت بأعجوبة ! يقف محدقا فيها بعينين خرجا من مكانهما و هى تتمايل كالذي يعاني الما في المعدة! , الغراب والحدأة , سوف تدفعين الثمن يا بنت اليهودي !
وجد نفسه امام منزل جليلة المغربية , ” ساعديني يا خالة ” قص عليها ما كان من امر رباب , والعجوز تلقى الملح على النار !
“سوف تصبح بطلا يا ولدي ” فتل شاربه وشدد قبضه على البندقية الميري , “سوف تتكلم القرية كلها عنك” , راح يتخيل حدثا على مستوى من الاهمية , جاموسة العمدة تغرق وينجح فى اخراجها وحده , عصابة ايو دياب تأسر العمدة ويقوم هو بتحريره , البيه المأمور يقوم بترقيته الى غفير اول نظير الخدمات التى يقدمها للقرية
عندما ترك منزل العجوز , كان احلام المجد قد تملكته وخففت من حقده الداخلى على رباب و عشيقها “لا يستحقا ان انشغل بهما الان ” يتخيل نفسه وسط عليه القوم واكابر القرية ” تكلم يا مغاوري بيه” , رأي سليم يا حاج مغاوري” , صدقت يا شيخ مغاوري ” , ” نعم الرأي هو ما يقوله الحاج مغاوري ”
عندما اقترب من الشجرة القديمة خيل اليه انه يرى رجل يقف فى ثبات بجوار الساقية , فى هذه الساعة المتأخرة , وقعت ايها اللص مغاوري لن يرحمك , سوف افاجئك من الخلف , عندما وصل اليه اكتشف انها جلباب قديمة وضعها احد هناك ونسيها , خاب امله فى ان يصبح بطلا هذه الليلة !
عندما عاد الى بيته قص الحكاية على زوجته , اخبرها انه صاح “هاااا مين هناك ” بصوته القوى اللص ترك جلبابه وهرب من الفزع , ضربت على صدرها وهى تعزز روايته وتدعو له بان يحفظه الله من الانس والجن , واخبرته ان اللص تحول الى احد المساخيط واختطفه الجن , فتل شاربه وقد راق له تفسيرها الذى مد سطوته على الجن “مساخيط؟!” طلب منها ان تكتم الامر , فى اليوم التالي كانت القرية كلها تعلم!
تناقلت القرية الحكاية , متعجبين من بركات مغاوري , الذى قام بتحويل اللص الى تمثال , لابد ان يخبرنا مغاوري عن مكان التمثال , ذهب ام فضة , حتى الاولاد الصغار راحوا يقلدون صيحة مغاوري “هااا مين هناك ” وهم يلعبون , فى المدارس شرعوا بتعليم الاولاد صرخة القوة والباس ” هااا مين هناك ” رددوا بقوة كونوا كمغاوري البطل ”
بعد اسبوع وجدوا جثة مغاوري على الطريق , قيل ان الجن انتقمت منه وقتلته , وقيل جليلة المغربية , وقيل العمدة خوفا على مركزه