فراج إسماعيل يكتب :عربات جدعون

اليوم السبت.. وبعد انتهاء جولة ترامب المظفرة في الخليج.. بدأت إسرائيل عملية الإبادة الأخيرة والشاملة لغزة، بالتزامن مع قمة المكلمة العربية في بغداد التي تغيب الزعماء عن حضورها ما عدا أقل من أصابع اليد الواحدة، وحتى أحد الحاضرين منهم وهو أمير قطر غادر مبكرا دون إلقاء كلمته، وقيل إنه “مقموص” بسبب ترتيب إلقاء الكلمات وتأخير كلمته!
اختارت إسرائيل تسمية “عربات جدعون” وهو اسم توراتي، لإعطاء الصبغة الدينية لإبادة العرب الفلسطينيين وتهجيرهم. ورد اسم جدعون في سفر “القضاة” – التوراة، الإصحاح السابع- وقيل فيه إنه قاتل أهل مدين العرب وأبادهم. استخدم الصهاينة الرمز نفسه عام 1948 لإحتلال منطقة بيسان وتهجير أهلها الفلسطينيين والتي أطلقت عليها “عملية جدعون”.
لم ينص سفر القضاة على أن جدعون حارب بعربات، ولكن الصهاينة استخدموها هنا في إشارة إلى دبابات الميركافا.
أهداف العملية إبادة كاملة دون تفريق مدنيين عن مسلحين أو أطفال ونساء وشيوخ. جدعون أباد أهل مدين دون تمييز أو هكذا تقول أسطورتهم، ومعظم ما يعتمد عليه الصهاينة أساطير.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن مسؤولين أن #عربات_جدعون تهدف إلى إعادة هيكلة قطاع غزة ديموجرافياً وجغرافياً.
🔹تشمل الخطة السيطرة على كامل القطاع، إخلاء السكان من شماله وجزء من وسطه، ونقلهم إلى جنوب غزة تحت رقابة عسكرية إسرائيلية.
🔹 وتنص على إبقاء الجيش في المناطق التي يحتلها وعدم الانسحاب منها، في محاكاة لنموذج رفح، وتأسيس شريط أمني دائم حول القطاع، وهو ما يعني ضماً غير معلن لأجزاء واسعة من غزة إلى السيطرة الإسرائيلية المباشرة.
نشرت وكالة فرانس برس صوراً لفلسطينيين يتنقلون مع أمتعتهم أثناء فرارهم من مدينتي جباليا وبيت لاهيا في شمال قطاع غزة باتجاه مدينة غزة وسط غارات إسرائيلية متواصلة.
وأظهرت صورة أخرى دخانًا يتصاعد فوق مبانٍ مدمرة في قطاع غزة خلال القصف الإسرائيلي العنيف.
عربات جدعون أو Gideon’s Chariots تهدف إلى السيطرة أيضاً على مواقع استراتيجية كما يقول جيش الإحتلال، وبدأت العملية بتقدمهم إلى دير البلح، حيث لم تتوغل قواتهم البرية إلى هناك منذ 7 أكتوبر الماضي.
وشُنّت نيران مدفعية ثقيلة وغارات جوية على منطقة دير البلح الشرقية أثناء تقدم القوات، وقتل العشرات من المدنيين أثناء نومهم فجر السبت.
نشر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لمنشورات ألقاها الجيش في دير البلح، تحث السكان على الفرار.
احتوى أحد المنشورات، ونرفق صورته هنا على شعار الجيش الإسرائيلي في إحدى زواياه، وعلى الزاوية الأخرى نجمة داوود مكتوب عليها “فتحٌ عادل” باللغة العربية. وعلى خلفية تُظهر بحرًا منشقًا فوق مبانٍ مدمرة، اقتبس المنشور آية قرآنية عن “انشقاق البحر”، وأسفلها رسالة: “يا أهل غزة، جيش الاحتلال الإسرائيلي يقترب”.