لعبة الحظ/ للشاعر العراقي القدير احسان الموسوي البصري

لعبة الحظ

لأنني
لا أمتلك ماأصبو إليه ،
من قصائدٍ
موشومةٍ بالقداسةِ،
كنتُ كالذي
أصيب بداء الخذلان المزمن،
وكإجراء انتقامي مني،
إنتبهت لأكثر قصائدي جمالا ،
والتي كانت أكثر بهاء من مثيلاتها ،
أقدمتُ على أحراقها عن آخرها كالمجنون الهائج.
ثمَّ أحترت بأمر هذا الرماد المتبقي،
ألهمتني بقايا أوراقي المحترقة شعورًا بالكتابة عن الدخانِ المتصاعدِ منها الذي يرسمُ دوائرَ ويختفي،
علِّيَ أصلُ إلى غايتي،
تلفَّتُ
دونما رجعةٍ
والعيونُ
حولي تتدانى
بوجوهٍ شاحبةٍ
وَوحشةٍ مستديرةٍ
لكني وقبل أن أمسك أي شيء بيدي ،
تبرعتُ على الفور بما سأكتبه،
إلى كلِّ الذين أعرفهم سيسخروا مني لاحقاً،
وإلى كلِّ الذين أتوقعهم سيصرخون بوجهي فيما بعد بصوتٍ بليدٍ،
“خذ أفكارك وٱخرج أيها المجنون ”
لذلكَ
تركتني على الرصيف كي أجدَ من يعرفني
وهربتُ بدخان قصيدتي بعيدًا
بداعي الشغفِ
ولمْ يبقَ معي
سوى حلمٌ يتناثرَ
على مرِّ الطريق
تقتادهُ الريحُ
فَينحَلُّ في أطرافِ الأرضِ
وأنا أجاهدُ
ألّا يضيعَ .. بينَ الحصى
والمسيّةِ .

إحسان الموسوي البصري