نَذِيْرُ سَــــــنَوَاتٍ مُتَرَّمِلَة …..بقلم عَدْنَان الرِّيْـــــكَانِي

تِلْكَ السَّــنَوَاتِ المُتَرَّمِلَةِ
تَعْزِفُ لِقَوَافِلِهَا المُتَلاشِّيَةِ أنْغَاماً
بِهُمُـوْمِ تَوَجُهَاتِهَا الذَّائِبَةِ حَسْرَّةً ،
يَلْبَسُ اعْصَارُهَا قِنَاعَ اليَأسِ ..
حِيْنَمَا يَبْزُقُ فِي صَحْنِ الألَمِ
شَرَّاهَةُ الوَقْتِ قَبْلَ تَّوَحُدِ الشَّيْبِ
فَوْقَ كَتِفِ خِصْلَةٍ أرَّقِ كَاذِبْ ،
يَتَجَوْلُ الغُمَامُ فِي عَرِيْنِهِ المُتَهَاوِي
كَلَوْحَةِ قَصِيْدَةٍ آيْلَةٍ لِلسْـــقُوْطِ ..
أفْرَّغَتْ مُفْرَّدَاتُهَا مِنْ المَــعَانِي
فَسَارَّتْ بِثُقَوْبِ قَوَارِبِهَا نَحْوَ الفَنَاءْ
هَاهُوَ مِجْدَافهَا يَرّوِيْ لَنَا حِكَايَةَ الضَيَّاع
فِي رَّحِمِ دَوَامَةٍ مَصْقُوْلَةٍ بقَسَــــاوَةِ
المَوْتِ المُتَحَرِّي بِظُلْمَةِ الهَلاكْ ..
يَغْتَالُهُ الدَّهْــرُ بِألوَانٍ رُّبَمَا تُشْبِهُنِي
هَذَا الصَّرِيْعُ المُتَجِاهِلُ مِنْ فَيْضِ ذَاتِي
مَمْزُوْجٌ بِشُحْنَةِ اسْتِعَارَّةٍ خَاوِيَة ،
كُلَمَا دَارَّ وَجْهَهُ غَدَتْ مَلامِحَ السَنَابِل
رُّكَامَاً لِفَصْلِ التَشَرُّدِ فَتَعْبَثُ بِهِا الرِّيَاحُ
وَالفَزَّاعَةُ مَا زَالَتْ تَتَرَّصْدُ جِيُوْبَهَا
الفَارِّغَةِ مِنَ الأمَــــــــانِي ،
لِيَأكُلَ الطَيْرُ مِنْ رَّؤوْسِ أحْلامِهِ الجَرّدَاءْ
وَيَغْفَى صَوْتُ الرَّعْدِ فِي الحُقُوْلِ ..
أمَامَ أرّكَانِ مَمْلَكةِ الأنُوْثَةِ سَأقْطَعُ تَذَاكِرَّ
العُبَوْرِ إلَى ذَاكَ الرُّكْنِ الآمِنِ الرَّشِيْد
أمْلأُ مُغَامَرَّاتُ الشَّــوْقِ بِدِفْءِ الحِوَارِّ
وَطَنِيْنِ ذِكْرَّيَاتِ قَدْ عَانَسَتْ مع الغُــبَارِ
فَوْقَ رُّفُوْفِ سَخَافُةِ حُظُوْظٍ مُؤجَلَة ..
سَـــأدْخُلُ أحْشَّـــــائِي ثَانِيَةً بِأجْنِحَةِ الظّلَامِ
أتَفَقَدُ صُوْرَّتِي المُلْهَاتِ السَّاكِنَةُ فِيْكِ ،
كَيْفَ تَشنُقِيْنَ رَّائِحَتُهُ بتَعَثُرِ حَرّفٍ .. ؟
وَبَيْنَ السَّــــــمَاءِ والأرَّضِ هُدْنَةٌ وَسَّــــــــلَامٌ
تِلْكَ بَقَايَا أنِيْنُ الغَدِيْرِ وَصَمْتِهِ الحَالِكْ
يُؤجِجُ تَوَقُدَ حَوَافِرُ السِنِيْنِ فِي دَهَالِيْزِي
وَآفَــــاقِهِ الضَّيْقَةِ تَأتِنِي بَاذِخَةً ،
لِيُنْهِكَ قِوَايَّ بِنَذِيْرِ سَـــــنَوَاتٍ مُتَرَّمِلَة ..!