رؤي ومقالات

قراءة نقدية للدكتورة السورية المبدعة مرشدة جاويش/في نص للشاعرة السورية سرية العثمان

#احتمالية #التجلي #وفرضية #التعالق #اللانمطي في جغرافيا الوجود والترادفات التجريدية للفينومين الذاتي
في نص /من شوّش قوام النور/ للشاعرة السورية القديرة سرية العثمان
#النص:
#من_شَوشَ_قوام_النور

في غابةٍ بدائية كنتُ وحيدة
إلا..
من اربعين مِرآة
تتخايل شموسها قلبي
اقبض على ظلّي
لكنه غادرني
باحثاً عن مغارة (علي بابا)
و الأربعين حرامي
عله يجد اشباهه

جرجرت روحي
لأجوب اصقاع الارض
اربط شرقها بجنوبها
واحزم غربها بشمالها
هنا..
رأيت بين الصحو والمنام
اربعين حورية
تُشبهنني..!

غادرت ارضي
وأنا اتمتم بحروف قصيدة
لم تُكتب بعد
و الطريق دحرج أهواله
فضاقت روحي بحِمل دروب الأبجدبة
على مغاليق أقفال بُحورِها
موجةٌ هنا واخرى هناك
وصلتُ مُنهكة
وجُعبتى ملأى باللآلئ
قذفتني الرياح للغابة

التفت على سيقاني
اغصانها
تَسَمر ظلّي
فسلخته مني
كي يغادر ارضي الراسخة العُشب
وأنجو من مطاردة قُطّاع القلب

فَلحتُ في النجاة
وما زالت سَراخس الغابة
تطوقني
فنبتَت على شراييني فطور
من اربعين طعمٍ ولون
بدأ..
صَيادو الغابة
يبيعون الفِطر
وأنا اكابد الإقتلاع
لولا..
اربعين شبيهة
رَفعنَني إلى السماء الثامنة
ياااااه..
من ايقظ الوسائد..؟!
فَفرّ الحُلم مُشتهى الحقيقة.

سرية العثمان ٢٠٢٥/٥/١٩
#التمهيد #للفكرة #النصية #العامة:
إن فكرة الغربة الإنسانية في الوجود والتشظي أمام عبثية العالم تناولها العديد من الفلاسفة الغربين
مثل /سورين كيركغور/
وهذا القلق الوجودي الناتج عن وعيه بإمكانياته المتعددة مما يؤدي إلى شعور بالتشتت وعدم الثبات والبحث عن وجوده الانساني
ويجعله يبحث عن معنى لوجوده في عالم بلا مرجعية ثابتة وهذا البحث قد يؤدي إلى تجارب متناقضة كما نوه فريدريك نيتشه
ب/ موت الإله/
وتطرق للفكرة الوجودية وعن عالم بلا جوهر أو طبيعة إنسانية ثابتة / جان بول سارتر
وأيضاً ألبير كامو وفكرة العبث وصراع الذات بالاغتراب والتشظي
#القراءة :
#النص كان لوحة لها سبكها القوي والجزل في أغلب المنجزات الحياتية من / فلسفة/ اسطورة/ صوفية / ووو
برحلة وجودية فلسفية وجدانية ذاتية
وبشعرية مترعة بالدلالة تأخذنا إلى تجليات متأملة في الذات الانسانية ومخاضاتها مع هذا الوجود بتصويرية قوية فيها من الغموض الكثير
الذي فيه اضطرابات الروح والذهن وتبدى ذلك من /العنونة / وتضمين معناها المفرداتي
وذلك يعطي #لأبعاد النص متعة بالتحديق من قبل المتلقي والغوص لاستخلاص المبتغى وشكّل جذباً قوياً مع هذه الرحلة بين الأنا والتعددات الأخرى كي تتخلق الذات حضورها الوجودي صوب الحقيقة
وربما بحث للإعادة الذاتية للبدء من جديد
فالنص له فلسفته التي وظفتها الناصة بحرفية عالية
فمن #العنونة المركبة والمثيرة
// من شوش قوام النور// نجدها
مسائلة عن ذاك النور من أعطاه ظلاله وضبابيته ؟ هنا غايتها ايصال القصدية من كلمة /النور/ وقوامها كناية الى الذاتية أو الحق المشع أوحتى الجمالية
هل هو بزوغ داخلي؟ له بروق النقاء؟
أم نور ربّاني؟
أم نور معرفي
أم نور محيط بهالته حول الذات
اذا؟ ماهو ذلك النور الذي تشوش ذلك سيتوضح من خلال البنية العامة وسيميائية النص الشعرية
#وتستهل الناصة بمفردة /الغابة /
ماذا تمثل الغابة التي تصفها //بالبدائية//
أهو هذيان الذات اللامجدي اللاواعي ربما ؟
أو كانت تعني قطفة معينة من قطوف الحياة تعبرها وتمر بمرحلتها ؟
فالغابة فيها قساوتها ايضاً ربما هنا لفتة الى محيطها العام القاسي أو مبطونية عقلها المزدحم اللاثابت
فالنص له تأويلات الفكرة المتمفصلة في كل فقرة في نص مسبوك باتقان وهذا ليس بغريب على الناصة فهي قامة شعرية تعلو فوق المجاز بلغتها
فهي بحالة بحث مستمر من خلال القصيدة
فثيمة النص هي كشوف للذات التي تستغرق وتتحدى بهذا الوجود وأيضاً يقابلها ذلك الفقد والتطهير للأنا فتكرار مفردة / اربعين/ لها محمولها التعددي الاشارات
ربما لها ايضاً كنه الصوفية ببعض الجوانب والترميز بالاشارة الى الاسطورة
ك // مغارة علي بابا والاربعين حرامي// وذلك ربما كي تختم مرحلة ما
وكان التكرار #لصالح الفكرة الكلية وثيمة أساسية جمالية في سياقات النص المتفصلة
للاستمرارية للعبور ولإكتمال الوحدة العضوية وإشارة إلى حضورية الأنا المدركة وأملها
ومشاركتها بين اللاوعي من خلالها حلمها
#بانزياحات لغوية تشير إلى رحلة الشاعرة روحياً وذهنياً وتوزعت بالنص مثل
//اربعين شبيهة//
أبدعت الناصة #بلغة الشعر الحر الذي يعتمد الموسيقا الجوانية والايقاع الدواخلي للحدثية الشعرية ببنية لها تيارها المغاير وجمالية فنية بصرية تقارب هذيان #الشعورية #فالصور تتناسل تلواً كي تتخلق المعنى والذي يتوالد مخاضه بمجازاته العليا والتي لها محمولها التأولي المتعدد الاثراء الذي يحيلنا الى المركزية النصية وبؤرة المعنى العام
//من_شَوشَ_قوام_النور//
لنجد من المتن والسياقية الكلية تلك الفنية العميقة #وتوظيف الرمز الذي استدعته ثقافة الناصة
لتخالط بين واقعها الإنفعالي وحلمها وتكشف عن قدرة لغوية عالية في المزج بين الواقعي والحلمي
لتلك الذات المتمردة الهاربة بتيهها وتجليها نحو نور تنتظره ولم تدركه بعد
فهي مسترسلة بالوصف لإدراك ذاتها
تتجسد بتجربتها بين هذا الحضور الحياتي وبين الرفض لواقع الحال
بين الانسلاخ وبين الانتماء تجبّ برحلتها انعكاسات مرآتها فيما حولها من طبيعة
وشخوص بلا جدوى لترحل وتكتمل بحلمها حيث // أربعين شبيهة” رفعنني إلى السماء الثامنة //
فالأربعين رفعنها للسماء هنا انفلات الأنا نحو المطلق نحو الحلم
وهذا الانفلات كان لثامن سماء
فهي تعمدت أن لاتنوه عن شيء معروف وهو السماء السابعة او سابع سماء بل كانت قاصدة بتوجيه الصورة الى نبضها المنفلت اي انفصام عن الواقع الى مطلق عام بهيئية صوفية
وعن //صيادوا الغابة//
//يبيعون الفطر//
//وانا اكابد الاقتلاع //
فالصورة هنا تعطي دلالة لذلك الفطر الذي ينبت بفوضى وهو متعدد مزاجات الطعم والمغايرة يبيعه الصيادين لكنها هي التي تكابد ذلك الاقتلاع وتتوجع
فالذات محاصرة بالتصدعات وصراعها النفسي والروحي مع واقعها
فلقد لونت النص #برموز وصور واسطورة لو عدنا ل// علي بابا والاربعين حرامي // نجدها شحنت الفكرة بذلك بعيداً عن التأويل ومخيلة الذات انما غايتها الاشارة بالتوجس الذاتي من الاغتصابات والسرقة للأنا من واقعها المحيط الخارجي أو حتى من ذاتها من نفسها فهي بهذيان وتصدع له استمراريته
روعة الصورة هنا
ف //تسمر ظلّي فسلخته مني//
هنا الظل ذاتية أخرى أداة أخرى مكنوزة بالنفس أو هلامية لاواعية لدى الناصة فهو مهيأ للانسلاخ للابتعاد لكنه أيضاً ربما مرافق ودفين إذاً هو هذيان النفس الغامضة الباحثة
فالشاعرة لاتترد بالتنويه عن الأنا المؤنثة المشتتة والتي هي #أساس ونواة الثيمة العامة حين تقول :
// أربعين حورية تشبهني//
//أربعين مرآة//
دلالة على تشتت الذات والاشارة لشبيهاتها وعلى السعي للثبات
من خلال الصور التي ترادفت كلياً بالنص نجد #القوة التعبيرية والغائية لملمت #سياقات النص بحرفية فكانت السيميائية النصية مزدحمة بالمفردات التي من خلالها سعت الشاعرة الحصيفة لتوظيفها لخدم الفكرة وشحن المناخ النصي بالرمزية
مثل
// الظل//
// المرآة// الفطر//
//الغابة // الحوريات
//قطاع القلب// فلقد شحذت بذلك قدرة الروح على بث الجمال بذاكرة ارتدادية تتدفق عبر الفكرة العامة بكثافة ترميزية لها سحر الغموض
//من أربعين مرآة // من خلالها تنهمك مع شموسها المتخيلة تصويرية بارعة لها انزياحاتها
في عكس تلك المرآة لكوامن الذات وجوانبها
#فالنص الشعري ثري له تأمليته وله جمالية غموضه الذي يستدرجنا لتجربة الذات الانسانية في هذا الوجود بكل بلاغة اللغة ومجازاتها التي تمتلكها الشاعرة والتي تعجنها بين يديها بكل اتقان ورسوخ وهذا هو رصيدها اللغوي المعروف والذي اثبتته بالساحة الثقافية
كل التوفيق والسداد
#مرشدة #جاويش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى