في ظِلَالِ خُدعَةٍ …..بقلم أماني الوزير

خَطيئتي الوَحيدة كانت
• أَنت –
أَستغفِرُ كثيرًا،
أُصلِّي وأصوم،
أُقدِّمُ القَرابين لأَنالَ الفِردَوس.
على حَدِّ عِلمي،
لستُ أَنا الَّتي تَبكي في المِرآة،
هذِهِ الصُّورةُ المَكسورةُ أَيضًا لَيسَت لي،
لِمَن كانَت إذًا؟
لا يَهمُّ…
تَسأَلُ حَوَّاءُ في نَصٍّ مُهدَّم:
مَنِ الَّذي اختَرَعَ الأَخلاق؟
الأَخلاقُ… خُدعَة؟
لا.
ذَنبٌ لا يُغتَفَر؟
لا.
مِهنَةٌ مُقَدَّسَة؟
لا.
الأَخلاقُ هَرولَةٌ خَفيفةٌ في ساحَةِ الغُفران،
حِجابٌ يَستُرُ عَورَةَ الذَّنب،
قِناعٌ يُخفِي الوَجهَ الحَقيقيَّ لِلحَقيقَة.
أَتُريدونَ الحَق؟
الحَقِيقَةُ قَبيحَة،
لأَنَّها لا تَعكِسُ سِواهَا في مَرايا الرُّوح.
لَو أَنَّني وًلدتُ في زَمَنٍ آخَر…
أَيَّامِ الرِّسالَةِ والنُّبُوَّةِ مَثلًا،
رُبَّما اختارَني اللهُ حِينَها زَوجَةَ نَبِي،
أَو خَليلَةَ رَسُولٍ راضٍيًا مَرضِيّ،
لأَنَّ اللهَ يَعلَمُ أَنَّني أُحِبُّ الأَنبِياء،
صَحائِفُهُم البَيضاءُ مُغرِيَة ،
حَتمًا سَتتوَارثُها الخَلِيقة جمْعَاء.
البَياضُ … نَقَاءٌ مُثِير،
غَرِيزَةٌ لا تَعرِفُ الذَّنب، لذوي البَصِيرة..
لِكلِ مَن لا يَهفوَ إلى خَطيئَة.
لَكن،
هَل خَلَقَ اللهُ مِنَ الطِّينِ مَن لا يَهفًو إلى خَطيئَة؟
لا يَهمُّ…
كَثِيرَةٌ هِيَ التَّسَاؤُلاتُ في رَأسي،
أَلُفُّهَا يَمِينًا ويَسَارًا،
لَعَلِّني أَهدَأ… لَعَلِّني أَستَرِيح.
أَشرَبُ كَأسًا كَبِيرَةً مِنَ الوَايْنِ الأَبيَض،
الَّذي لا شَائِبَةَ فِي مًجَارَاته للحُزنِ ، ولا شَكْ..
أُهَزُّ رَأسي جَيِّدًا،
تَسقُطُ كُلُّ أَفكَارِي الرَّجِيمَة،
الَّتي لَم تَتَعلَّقْ إِلَّا – بِرَحمَتِكَ –
أَلا تَعلَم؟
حُبُّكَ كَانَ -:رَحمَةَ الله – الَّتي حَصَلتُ عَلَيهَا،
كَانَ – المُنقِذَ – مِن فِكرَةِ الِانتِحَار، والإلحَاد،
مِن كُلِّ أَفكَارِ الكَراهِيَةِ والفَسَاد.
أُهَزُّ رَأسي مُجَددًا،
َتَتَسَاقَطُ أَيقُونَاتٌ صَغِيرَة،
تَلمَعُ وتَنطَفِئ،
تَخبُو وتَستَعِر،
هِيَ أَفكَارُ الأَلعَابِ الحَمِيمَةِ لِكلِ أَبطَالِ الخَيَال،
سَمرَاء، بَيضَاء، خَمرِيَّة، و لَيلَكِيَّة…
حِينَ تَنطَفِئ، تَئِن.
مُربِكٌ جِدًّا أَن تَسمَعَ أَلعَابَكَ تَئِن،
دُميتِي عَلى الطَّاوِلَة، أَنِينُهَا يُشبِهُ مُوسِيقَى الفَالْس،
والدُّبُّ الأَشهَبُ الكَبِير،
النَّائِمُ فَوقَ الأَرضِيَّةِ الخَشَبِيَّة،
يُتَابِعُ النَّجمَاتِ مِن شُرفَةِ البَيت،
أَنِينَه كَالدَّندَنَةِ… عَينَاهُ تَلمَعَان فَور مُرورِ نَجمَة و تعْزٍفان البُكَاء.
يُصَابُ البَيتُ بِالكَآبَةِ حِينَ لا أُغَادِرُ السَّرِير،
لَدَيَّ أَعرَاضُ انسِحَاب،
” أَدمَنتُكَ ”
وَارْتَبَطَت طَرِيقَةُ تَنفُّسِي بِظُهُورِ ظِلِّكَ.
ظِلُّكَ الَّذي غَابَ مُنذُ عِدَةِ أَيَّام،
يَعلَمُ أَنَّنِي أَختَنِق،
لَكِنَّهُ يَكَادُ يَجزِمُ أَنَّي أَتَنَفَّسُ بِطَرِيقَةٍ عَادِيَّة ..
عَادِيَّة جِدًّا.. لِكَي يُمَارس غِيَاب – أَشَدْ –
أَ تَ نَ فَّ س،
رَغمَ أَنَّنِي لا أُرِيدُ ذَلِكَ.
فِي الحَقِيقَة…
– أَنَا أَحتَضِر.-
كَانَ هَذَا “آخِرَ مَا قَالَهُ الطَّبِيب”
قَبلَ أَن يُغَادِر… دُونَ عَودَة.