قراءة نقدية للمبدعة السورية الدكتورة مرشدة جاويش/في نص للشاعرة العراقية حميدة جاسم

#الذرائعية #العابرة #بقياساتها #الجمالية والمعنوية في مصطرع الحاجات التعبيرية السايكلوجية في نص / أعاتبك /للشاعرة العراقية القديرة حميدة جاسم
#النص:
كيف أُعاتبكٓ
وانا وجرحي على نقيض منكٓ
احمل في قلبي ندوب الكلام
وازرع في عيني ضباب الصمت
كيف أُُعاتبكً
والريح في صدري
تهدهد شظايا الذكرى
تحملني بعيدا
حيث لا مرفأ للحنين
أُعاتبك؟
وكيف للجرح ان يلوم السكين
وانا التي اخترت طريق النار
ومددت يدي لوهج الرحيل
كيف اُعاتبك
وانا في دفاتري
ادون حروف اسمك
واحرقها
يامن جئتني كعاصفة
وبعثرت أوراق العمر
وتركتني أضمد أحلامي
بخيط من ياس
واغسل وجهي
بماء المرارة
لا اعاتبك
فما عاد للوم معنى
ولا للنسيان طريق
ساصمت
واترك
لريح الذكريات
تقتلع جذور الحب
من حقول القلب
الفرح 10/4/2025
#المدخل #والعبور #للنص:
إن معنى الذرائعية أو البراجماتية مذهب فلسفي نفعي تناوله الفيلسوف
/جون ديوي/ يرى أن الحقيقة توجد من خلال الواقع العملي والتجربة الإنسانية وأن صدق قضية ما يكمن في مدى كونها مفيدة للناس كما أن أفكار الناس هي مجرد ذرائع
من هنا ندخل للأدلجة الذرائعية في فكرة النص من منطلق مفردة /أعاتبك/
التي شحنت النص بالمعنى الوجداني وسرد له دراميته يتجلى بتلازم حسي مع انفعالات الذات المتوجعة والتي أعطاها بعدها الجمالي توزع الرمز بين طيات السطور بتكثيف واقتصاد لغوي
والذي يبزغ من خلال #الصراع الجواني للناصة مع مفردة عتابها والتي ختمت بعد كل ذلك العتب والتناهبات الحسية بمعنى يليق بالصمت والإمتثال بل ربما الإنهزام حين قالت وجزمت ب //لااعاتبك
فما عاد للوم معنى
ولا للنسيان طريق
// سأصمت // إنه التثبيط هو الذي حصدته أمام ذلك العتب فلا جدوى منه
أما #عن #استهلال النص فمن المتن كانت مفردة /أعاتبك/ مكررة بالسياق الشعري غاية الختام لكنها بدواً كانت مستنكرة
ك // كيف أعاتبك // إنما بالختام كانت تخضع لخيبتها
ب// لا أعاتبك//
#فتوظيف المفردة كان له غائيته بين الاستنكار من ثم للوصول للنفي
مما أعطى الجمالية #لسيميائية الجمل مع التبدل للناصة من السؤال وحيرتها الى يقينها بالإخفاق حين ماعاد من نفع للعتب
وذلك لم يأتي عبثاً انه القنوط مع العتب حين تقول :
// أنا وجرحي على نقيض منك// فهي المتكلمة عن جرح يلازمها وهو الذي يتزنر باللامبالاة
صورة لها مغايرتها بين الذات والأخرى ولها تباينها الواضح
مجمل عتبها يحمل الحزن الذي توزع بتصويرية عالية من خلال #جمل #اقتصادية
يتمثل ذلك من خلال الجرح والمعاناة والضياع
مثل : // أحمل في قلبي ندوب الكلام //
// وأزرع في عيني ضباب//
و// ضباب الصمت // الذي جعلها مشدوهة نتيجة ألمها وحالة الضياع التي استبدت بها
لكن الأنا أعطت للنص تداعياته #الحسية امام الخذلان الذي حلّ وأيضاّ وظفت الصراع لصالح الفكرة بتجاوز الحزن الذي ترك الأثر بدواخلها وتساؤلها وتصدعها إلى أن تكون فاعلة ومؤثرة وخاصة بالختام حين اتخذت قرار الصمت
فهي لاتدون حالة فقط بل تتخذ القرار بذرائعية يقينية تؤكد عزمها وثباتها بعد
ذلك الألم
#تقنية #الفكرة هنا تتأتى من إدراك تلك الذات لخياراتها
فتتشكل تجربة عميقة لها مطباتها ولها ثباتها وتفاعلها
واكدت ذلك #بالاستعارات المتوزعة بالنص والتي كان لها تأثيرها لفنية النص وتقلباته وتواتره النفسي وتجاوز الأفق المعهود للعتب
حين تقول // ازرع في عيني ضباب الصمت//
// أضمد أحلامي بخيط من يأس//
// الريح في صدري تهدهد شظايا الذكرى // هنا مجازية عالية وبديعية حين يتشظى الوجع
// كيف للجرح أن يلوم السكين // استعارة موظفة كلياً باستدعاء المخيلة لمساعدة العقل
ببؤر توتر #تصويرية تجعله نزقاً مشاكساً موسوم بفيض وجدان راقي في خضم لجة العتب
فالنص مدهش بمجازاته وصوره
//يامن جئتني كعاصفة وبعثرت اوراق العمر// تشبيه عميق لذاك الذي كان وجوده بحياتها لم بشكل لها الا الألم والضياع
#فالنص حالة حسية من القهر والعتب لم تهدأ الا بقرارها الحاسم في الختام
فالألم مرافق للذات خلال السياقات بتدفق تصويري كما نرى:
// أضمد أحلامي بخيط من يأس / وأغسل وجهي بماء//
ومع ذلك كان اعترافها الذي ربما يعطيها طاقة من الاصطبار والمسؤولية حين تقول:
// أنا التي اخترت طريق النار// اشارة تعطي انتقالية تتجدد من خلال الاعتراف فلقد كان لها اليد بذلك التحول كي لاتذعن للوم الذات وصوت الانوثة الوازنة في عتبها وانفعالها المرافق للمفردة لكنه انفعال معمق ليس نادب إنما هو ماء من الوجع مثقل بتوابل الحزن وتجلي يحمل المسؤولية حين تشدها قضبان الحالة المعاتبة بجمل مختصرة // طريق النار//
//وهج الرحيل// فهي لاتنوح لكن تتكلم بتأمل كلي وبوقار الحالة التي تعطي بعدها الفلسفي لا الحسي الذي يعطي ردود فعله فهي من خلال العلائقية النصية لم تذهب النص الى عتب كثنائية عادية إنما أخذته إلى منحى وجودي يفرز تجربة أنوية تتحرك بلا ارتداد إنما تتخلق الحالة المعنية من الالم والحزن والعتب لحيّز له متسعه الفكري غاية قرار الصمت
فهي من التساؤل لغاية القرار وزّعت الجمل بتكثيف واقتصاد خدم المناخ العام وأكد على #وحدة #النص العضوية
من خلال تمفصله ومن خلال التكرار وأيضاً أعطى نغم دواخلي من خلال تفاعل الذات مع الحدثية الشعرية #وبنائية النص المتمقطعة مما أعطى ذلك توظيف كلي لأنساق النص فلا خلل بالفقرات ولا ركاكة
مما أبعد النص عن مطبات الدراما السردية من خلال البوح للذات المؤنثة
#نص مدروس بعناية حين تؤكد الناصة على مركزية النص من خلال اعاتبك فتكرارها أعطى للنص ايقاعيته وتوليفة الحزن مع تلك الحيرة
#لغة تلامس جنون الحالة في ثريات عنقودية متناثرة على سماء النص تدعمها المجازات والرمز والصور برحلة لها صراعات الدواخل واحتمالات تأويلية وجودية تتجاوز العتب
بلا تكلف كان النص عارماً بروح الشعر الوجداني مغاصن الانا كذات واحدة مع الكوني والرمز بحرفية عكست التناقضات النفسية للناصة
سلم اليراع
وكل الود والتحايا
مرشدة جاويش