كتاب وشعراء

“حريق” ..عيشة صالح

“حريق”
عيشة صالح

حريق عظيم
ودخان
يشبّ في أوصال الزمن،
وبلدي مقيّدة،
تصرخُ في فجرٍ أخرس:
“أواه، من يُنقذني؟”
أولادي عاقّون،
وطريقُ الخلاص مسدود،
الحلم هباء منثور،
والأملُ يتسكّعُ عند عتبات صدور الناعمات.

الريحُ تصهلُ في النوافذ،
والجدرانُ تنكمش على خيبة الرجال
الأمهاتُ ينزفنَ الصمتَ
في مطابخَ خاليةٍ من رائحة الخبز.

هل يسمعني أحد؟
أنا الأرضُ التي طعنوها
ثم ناموا على صدرها
وسادة موت.

ألا يزال هناك من ينبض،
في جذور شجرة هرِمة
في عيون طفل
يرسمُ بالفحم شمساً
على جدارٍ مُنهار؟

ألا يزال هناك
من يجمعُ نثاراتِ الضوء
يلملم الهمسات ليصنع صرخة
يحفرُ بأنامل القصيدة
ممراً للنهار؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى