كتاب وشعراء

أحببت طفلاً … قصة قصيرة بقلم هدي فؤاد عبد الحفيظ / مصر

تمادت في حبها حتي وصل عنان السماء، تحول قلبها إلي عصفورة ملونة تتغنى أهازيج العشق السرمدي، تحلق نحو الشمس، تطير وتفرد أجنحتها الصغيرة ترقص فرحاً فقد وجدت غايتها في الحب،وفي الليل تزور القمر، وتكمل معه أحاديث السهر،إن الرجل الذي أحبته يشبه الليل والنهار، جميل مثل ليلة حب بين عاشقين، يخترق نوره قلبها في الصباح حين يطمئن عليها، يضحك حين تضحك ويبكي معها حين تقسو عليها الحياة،مرت الأيام والشهور ومازال الحب بينهما ينمو مثل الزهور، ولكنه علي غير عادته تغير، سقطت دمعة حائرة تتساءل كيف هانت عليه وخسر حبها؟ صارت مثل لعبة في يد طفل لا يعلم قيمتها،دهسها تحت أقدامه في لحظة غضب، رفض صوتها الذي كان يعيش في أوردته ، بني سوراً فولاذي لا يمكن اختراقه، قال لها أنت مجرد لعبة في يدي سئمت منها، تلك اللعبة المثيرة لم تعد لها أهمية في حياتي، كسر اللعبة ولم يعلم أن كسر الروح لا يمكن الشفاء منه، تلك الكسور التي جاءت في وقت الاستسلام للحب، تركت مشاعرها علي طاولة الغياب ورحلت باكية، ظنت أنها أحبت رجلاً من زمن سابق لا مثيل له، لكنه سرعان ما ظهر علي هيئته الحقيقية، هو مجرد طفل جلس يعبث بلعبة لم تعد تثير فضوله، وهل يعقل أن يحافظ طفل علي لعبته؟ كان كسرها هو قراره الذي أخذه لاحقاً،جاء حديثه … إن لعبته المفضلة أهون عليه سحقها بدلاً من أن يراها في يد أخر، تلك الأنانية التي أصابته في قلبه الحجر، تتألم من الغدر أم من الهجران أم لكونها أحبت طفلاً لا كلمة له، أفعاله تطير في الهواء مثل طائرة ورق سرعان ما يقطع الخيط وتختفي في السماء، كيف يتخلي بتلك السهولة عن كونه سيد قلبها إلي طفلاً متمرداً سرق منها سعادتها وانهي اللعبة بكسر لا يمكن أن تعود لعبته كما كانت، تلك الشروخ التي أحاطت بها من كل جانب جعلت منها لا قيمة لها في عينيه، فكان لابد وأن يهمل تلك اللعبة للأبد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى