وكانت يُسرى ….بقلم رماح بوبو

وكانت يُسرى
تغمّس يديها بالماء
وتكوّر الوقتَ كقطعة كبّة
ترى من أوحى إليها
أن الوقت لايشبه النهر
فقد يباغت مجراه ويقفز فجأةً
يقف فجأة
يصعد
او يغلق دفتر حساباته و يسدل غلَق الدكان
وكانت
حين اكتمل حليبها
أشرقت
وسعت ذات أمل
لتستلف خثرةً للبن النضوج
فتشعلُ قنديلَ أنوثتها
زهراً يزخّ كالزنزلخت على الطرقات
لكن
من قال
أن الأنوثة تجري الى مستقر لها إذا
عبث شبحٌ فاسقٌ بالميزان
لم تكن يسرى غزالة
ولافراشة
بل كانت أجمل
كانت امرأةٌ حرّة
وهل أجمل من امرأة حرة
تطلع على شرفات الريح ترشُّ
مزاهر عطرها الجبلي
على الأصباح
تبتدئ آيات نشورها بالبسملة كالعادة
كانت امرأة
وتحمحم كفرسٍ في مطلع البيادر
وكان أن
مرّ داشرٌ
لفظه مستنقع على هامش البشرية
فمشى يتلّطى بالظلمة
يسن على غلافٍ أصفرَ سكين لعابه
ويكمن
للإنسان
لتصبح يسرى
اسما محفوفاً بالرهاب
صدىً بلا صوت
تتفتت موجاته على سبّابات الجروف
فيتدلى
كخرقة بالية في سقف ضمائر مهجورة
وينز بتؤدة
في زنازين الليل .
وكان
أن أصبحنا عميا
هواة تأويل
لانقبل الاعتراف بسوأة عجزنا
فنفرنا
الى التطبيل
كقرباط أخطؤوا بين عرس وجنازة
وصرنا نحٍنُّ
الى جلاّد
يسحبنا من كرافيت قضيتنا
يرمينا بقبو
ويغلق طاقة التنفس
لنتنفس قطرة قطرة من اسطوانة أحلامنا
فننجو
ماذا الآن
وقد صرنا في الفلاة قطعاناً ضامرة
تقتات على عشب الفيسبوك الأصفر
عبارة
حسبنا الله ونعم الوكيل
وفي أحسن الأحوال
تجتر
نقاطاً سوداً إثر نقاط .