سناء قرواش.. ريشة تُداوي الوجدان وتُترجم صمت الروح بالألوان

كتب: عبد المجيد رشيدي
في فضاء الفن التشكيلي المغربي، تبرز الفنانة سناء قرواش كصوت بصري فريد، يجمع بين الحس الإبداعي والعمق النفسي، هي ليست فقط فنانة تُبدع بالألوان، بل معالجة صامتة تُترجم المشاعر إلى لوحات تنبض بالحياة، أعمالها ليست مجرد تجريد فني، بل هي مسارات علاجية، تنطلق من الذات لتصل إلى الآخر، محملة برسائل الأمل والانتماء.
ولدت قرواش من رحم الحس الأمازيغي، وهو ما يظهر جليا في إيقاع ألوانها ورمزية لوحاتها، تؤمن بأن الفن ليس أداة للعرض فقط، بل جسر للتصالح مع الذات، ووسيلة لفهم الحياة، تقول سناء : “لا أبحث عن الكمال، بل عن الصدق، أترك الألوان تتحدث حين تعجز الكلمات”.
سناء لا تستنسخ الواقع، بل تستخرج جوهره، فهي تشتغل على المشاعر: الخوف، الأمل، الألم، وتمنحها شكلا لونيا مشبعا بالحياة، خلفيتها الأكاديمية في علم النفس منحتها بعدا مختلفا في مقاربة الفن، حيث لا تكتفي بالتأثير البصري، بل تُلامس العمق الإنساني، وتحاكي الهشاشة بجمالية وعذوبة.
تجربتها الأخيرة بألمانيا، ضمن معرض جماعي احتضنه فندق Comfort Hotel بمدينة مونهايم آم راين، بتنظيم من جمعية Wir in Monheim، شكلت لحظة تحول في مسارها. لوحاتها أثارت انتباه جمهور دولي متنوع، وتركت أثرا خاصا لدى القنصل المغربي وعمدة المدينة، وتصف التجربة بكونها “رسالة مغربية بلغت قلوبا بعيدة”.
هكذا، تواصل سناء قرواش رسم معالم مسار فني يتجاوز حدود اللوحة، ليصبح دعوة إلى التأمل والمصالحة مع الذات، في كل عمل من أعمالها تفتح نافذة على الوجدان الإنساني وتمنح الألوان دورا يتجاوز الجمال نحو الشفاء، وبخطى واثقة، تسعى لأن يصل فنها إلى مزيد من القلوب، وطنيا ودوليا، وهي تحلم بمشروع يجمع بين الفن وعلم النفس، ليكون فضاء مفتوحا للتعبير، والبوح، والتداوي.