نصوص مبعثرة / للشاعر أبو أيوب الزياني

نُصُوصٌ مُبَعْثَرَةٌ
_١_
تَغَيُّبُ النَّوَارِسِ . . . .
يَخْتَفِي وَجْهَكَ الْبَاسِمُ
خَلْفَ اَلْغِمَامُ . . .
تَمَوتُ مِنْ الْقَلْبِ كُلُّ
الَاحِلَامِ
أتَوَارَى أنَا بَعْدَ رَحِيلِكَ
أفْضْلُ الْعُزْلَةِ وَالِابْتِعَادِ
عَنْ مُغْرِيَاتِ الْحَيَاةِ
تَضِيعُ بِي الدُّرُوبْ
أَهِيمُ فِي
رِحَابُ التَّصَوُّفِ
أصَاحِبُ الدَّرْوِيشِ
كَعُصْفُورٍ يَبْحَثُ عَنْ
السَّلَامِ الرُّوحِيُّ مُبْتَعِدًا
عَنْ عَوَاصِفَ
الشَّوْقُ وَلَوْعَةُ الْحُبِّ وَ
حَرْقَةُ الْغِيَابِ . . . . .
_٢_
تِلْكَ الْحَبِيبَةُ الَّتِي كُنْتُ
أَبْحَثُ
عَنْهَا بَيْنَ الْمَرَافِئِ . . . .
مُرْتَحِلًا بَيْنَ الْمُدُنِ
مُنْذُ سِنِينَ مَازَلْتُ . . . .
أَفْتِشُ عَنْهَا فِي الْحَدَائِقِ
أَسْأَلَ عَنْهَا الْفَرَاشَاتُ وَهِيَ
تَعَانُقُ الْأَزْهَارِ . . . . .
عِنْدَ الصَّبَاحِ مَازَلْتُ
لَمْ أَلْتَقِيهَا مُنْذُ الرَّحِيلِ
حَزَمَتْ حَقَائِبَهَا
وَرَكَّبْتْ أَوَّلَ رِحْلَةٍ
مُسَافِرَةٍ
إِلَى مَنْفَاهَا الْأَخِيرِ
_٣_
تِلْكَ الْغَائِبَةُ . . .
خَلْفَتْ خَلَّفَهَا فِي جُرْحًا
لَا يَنْدَمِلُ وَغُرْبَةٌ لَيْسَ
مِنْهَا رُجُوعٌ . . . .
أثْرَهَا بَادٍ عَلَى الْجَبِينِ . . .
تَرَانِي كَالْمَجْنُونِ
أتَفَحَّصَ الْوُجُوهَ وَفِي
صَخَبٍ الزُّحَامُ
مُهَرْوِلًا لَعَلِّي الْمَحْ
طَيْفَهَا
وَبَيْنَ الْأرُوقَةِ شَارِدُ
الخيَالِ شَاحِبُ الْوَجْهِ
مُسْرِعٌ الْخَطَئِ
تُمَزِّقُنِي سِهَامُ
الْحُزْنِ وَالْغِيَابُ . . . ! ؟
_زيان معيلبي (أبو أيوب الزياني)