أدرك أنني اعتنقت الجنون واحترفته……بقلم لبنى شعبان..

أدرك تماماً أنني عنيدة، ومزاجية.. تتقلّب أمواج مزاجي كما نقلّب قنوات التلفاز.. أعرف بأنني إن قررت الابتعاد أبتعد.. وأعتكف في قوقعتي في مجرةٍ بعيدة حتى لو كنت تتناول طعامك معي من ذات الطبق.. وأعرف كم هو سهل أن تكرهني.. أن تغضب مني.. فأنا أخطىء.… وفي طقوسي اليومية لا أعرف الرحمة.. كلمتي قانون يلزمني قبل أن يلزم أحداً غيري..
أنا أختار الحياد.. فإن لم تكن مني.. فأنت غير موجود..
ساذجة أنا.. نعم وجداً.. لكنني لا أتقن الغباء حتى لو تظاهرت به.. أدرك وأرى تفاصيل كل همسة تلقيت، صغيرة أو كبيرة.. كل حقيقة مخفيّة..
هل أنا الوحيدة هكذا؟. لا وألف لا.. عديدات منّا معشر النساء آمنّ بحدسهن وطوّرنه..
نعم في كثير من الأحيان أنا امرأة لا تطاق… أعرف.. لذا فلنسقط الأقنعة.. ولننهي هذه المهزلة… ولترتاح كل الأطراف.. لا حاجة لأحد بوجودي في حياته.. فأنا إنسانة فانية مثلي مثل كل البشر… ولا حاجة لي بأحد.. لطالما غذتني الوحدة وكانت عنواني.. وان لم أكن على سلّم أولوياتك… لا داعي لإزعاجك بوجودي… وإلى صومعتي أنا عاكفة…