نأيٌ في قَفا الرؤيا/للمبدعة السورية الدكتورة مرشدة جاويش

#نَأْيٌ #في #قَفا #الرُّؤيا
يَتَنَفَّسُكَ النِّسيانُ مِن شَقِّهِ الأَعلى
ويَذرُفُكَ سِرّاً على قارِعَةِ الاحْتِمالِ
كَأنَّكَ نُقْطَةٌ في حافَّةِ التَّكْوينِ
أو نَسْمَةٌ عَلِقَتْ
بِثَوْبِ مَلَكٍ خانَهُ البَياضُ
أُسائِلُكَ:
هَلْ كُنْتَ ظِلًّا تَسَلَّلَ مِن سُدَّةِ الماءِ؟
أَمْ وَهْماً
أَخْفَقَ في رَسْمِ خارِطَةِ الجُذورِ؟
تَغورُ عُروقُكَ في مِلْحِ صَمْتي
ويَتَدَلَّى سُهادُكَ مِن أَعْمِدَةِ اللّازَمَنِ
كَفُتاتِ نُجومٍ عَرَفَتْ طَريقَ السُّقوطِ
دُونَ أَنْ تُلَوِّحَ لِسَماءٍ تَغافَلَتْ عنها
وَكُلُّ تَأويلٍ يُصَفِّي رُؤاكَ
يَعودُ إِليكَ غَريباً أَعْمى
يُصَفِّرُ في فَجْوَةِ الظَّنِّ
كُلُّ ما كنتَ
أو تَوَهَّمْتَ أَنَّكَ كنتَ
فصَرتَ نُقْطَةً داكِنَةً
في مِرْآةِ وَهْمٍ لا يُبْصِرُ
يا أَنتَ
أيُّ عُزْلَةٍ أَوْرَثَتْكَ هذا التَّشَظِّي؟
أيُّ مَدىً نَحَتَكَ صَمْتاً على صَمْتٍ
حَتّى تَوَهَّمْتَ أَنَّكَ تَسْكُنُكَ؟
كَمْ مَرَّ طَيْفُكَ في نُسُجِ الرُّؤى
وَما اسْتَبانَ مِنْهُ سِوى صَهْدِ التَّيْهِ!
كَمْ رَكَضْتَ نَحوَ نُورٍ خَذَلَكَ
تَستَجْدِي الرُّؤيا من كَفِّ خَواءٍ يَتَضَخَّمُ
انْهَضْ
واسْتَعِدْ وَهْمَكَ
مِن جُبِّ الكَشْفِ
واقْطَعْ خُطاكَ الأَخيرةَ
في لُجَّةِ النُّورِ الّذي يُكَذِّبُكَ
فَها أَنا
أَكْشِفُ حافَّةَ جَحيمٍ
يَبْتَلِعُ سُؤَالَكَ
دُونَ أَنْ يُجيبَ
ولَمْ أَعُدْ أَذكُرُك
إِلّا كَمَنْ مَرَّ في مِلْحِ جُرحي
ولَمْ يَتَّسِعْ لي
#مرشدة #جاويش