كتاب وشعراء

اعترافات أنثى …..بقلم وفاء أخضر

اعترافات أنثى
لست شاعرة لأقارعك الكلام
منهكة أنا من الشّوق إليك
هو عشقًٌ يرنو أمانا
يخاله لديك
لست إلهة إغريقية
لست أنثى بملامحَ أسطورية
حكاياي تبعث على السّأم
مرآتي وضوحُها مرعب
عُدْ حيث أنت
أنا من المغضوب عليهم
والضّالين
ارتكبْتُ كلَّ المعاصي التي تتخيّل
ولم تتخيّل
نافقت خنت وبعت
جلستُ على ثقوب اﻷبواب
وعلى عتباتها
ضاجعتُ جسدي واضطهدته
حمّلته أطنانا من القاذورات
والتابوهات
و…
وتحبّني؟
أيّهن تحبّ ؟
مريم التي لم يمسسها رجل
لوليتا التي أغوت كلّ الرجال
تيريزا التي عانقت اﻷبرص واﻷقذر
أم تلك الحاقدة على العالم أجمع؟
أمي قالت إنّ مأواي النار
وإنّني خبيثة وإنّني خرقاء
وإنّني ﻻ أؤتمن على أتفه اﻷسرار
وإنّ الشيطان منحني كلّ ما عنده
وإنّني منذ طفولتي اﻷولى
عجوزٌ شمطاء!
كان يوما ضربني أبي ضربا مبرحا
ﻷنّ ابن الجيران حدّثني
وقال إنّني أنثى
وأنّ لي أعضاء
طاردت اﻷرضُ السماء
علّمني حينها عصفورٌ تائه
لذّة النّحيب والرّقص والبكاء
كنتُ أجيد الرّقص في المذبح
كنتَ ترمقني من بعيد
وتنسى أنّني أنثى
كلُّ منحنى فيَّ يناديك
وتنسى أنّك رجل!
ماذا تنتظر ؟
في الحزن أنا أصدَق
ومع الحزن أحبّك أكثر
أحبّني بجنون ودون غطرسة
أحبّني وانسَ
ذاك الجنس واللّون
والنّمط والصّفة
تخطَّ أسوار اللعنة
مزّق خيوط اللعبة
أقبلْ عليَّ بشغفٍ ونهمٍ
ﻷعودَ روحا ترتدي جسدا
تخلعه ترميه
ونعود معا
عرايا من الشّك والخوف
والسّؤال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى