إلى نعمة حسن…..بقلم حسن أبو ديه

إلى نعمة حسن
التي تكتب من قلب القصف
في قلب العاصفة،
امرأة تجمع الحروف من تحت الرّكام،
تغسلها بالدّموع، وتنفخ فيها من روحها،
فتصير الكلمات طيوراً تهرب من ألسنة اللهب،
وتحطّ على نوافذ العالم… شاهدةً.
ليست كاتبة فحسب،
بل سيدةٌ تصنع من الأنين أجنحة،
ومن النّزوح جدولاً من ضوء،
تسير، وتحمل معها حقائب مكسورة،
مملوءة بالأحلام، وبقايا عرائس الطّفولة،
وصورٍ ذابت ملامحها تحت شمس الغارات.
تكتب لا لتُروّج فكرة،
بل لأن الكتابة فعل مقاومة،
صرخة لا تُطلق من فم، بل من جرح.
كل كلمة تنزف،
كل فاصلة تنهار،
وكل نقطة نهاية… قنبلة أخرى.
هل رأيتَ من قبل زهرةً تنبت من فم مدفع؟
هي تلك الزهرة.
تُطل من بين الرّكام،
وتضحك لتخدع الحزن ولو للحظة،
توزّع البسمة كمن يُخبّئ بذوراً في الأرض المحروقة،
لعل أحدهم، ذات يوم،
يعثر على زهرة في قلب المجزرة،
فيحبّ الحياة من جديد.
ليست ناجية، بل شاهدة.
وليست شاهدة فقط، بل سؤال.
وسؤالها يمشي في الأزقة المهجورة،
ينام في الخيام،
ويرتجف في حضن أمٍّ لم تعد تملك غير اسم ابنها.
هي غزّة حين تنطق،
وفلسطين حين تكتب،
والمستحيل حين يُؤمن بالفرح.
ها نحن غرباء في هذا العالم،
نتعلّم من كلماتكِ كيف يُكتب الحزن صلاةً،
وكيف يُزرع الفرح رغم الأرض المحروقة.
فتصبحين مرآة الوطن: مكسورة، لكنها تعكس النّور.