فيس وتويتر

السفير محمد مرسي يكتب :تحرص مصر علي جامعة الدول العربية مقراً وعملاً فقط

تحرص مصر علي جامعة الدول العربية مقراً وعملاً فقط للحفاظ علي بقايا دور ونفوذ وتأثير وبقايا أمجاد تحولت إلي رمز ضعيف مريض حزين باهت يقبع بلا حراك في ميدان التحرير وعلي نيل قاهرة المعز .
وأصبح الرمز تاريخاً يحكي قصة أمة فرطت فضعفت ففشلت فأصبحت نهباً مستباحاً لكل قادر علي نهش قطعة من هذه الفريسة الدسمة .
ورغم مرثية النَّوح الحزين هذه ، فإنني أشعر بحنق وغضب ممن سرب عمداً خبراً عن استعدادنا لترشيح د. مصطفي مدبولي رئيس الوزراء للمنصب والتكهن بتولي المهندس كامل الوزيري لرئاسة الوزراء .
تلقف الكثيرون الخبر وسارعو كعادتنا عندما يقترب موعد اختيار أمين عام جديد للجامعة العربية لإعادة الحديث عن رغبة بعض الدول العربية في تدوير المنصب وكسر قاعدة العرف المستقر علي أن تكون جنسية الأمين العام من دولة المقر .
واستطرد البعض مشيراً إلي أن السعودية ترغب في نقل المقر للرياض وترشيح وزير خارجيتها عادل الجبير لمنصب الأمين العام .
وكذا رغبة الجزائر وربما قطر في التقدم بمرشح للمنصب .
بحكم عملي السابق في مطلع القرن الجاري كنائب للمندوب الدائم لمصر بالجامعة العربية ، فإن عمليات جس النبض والتشاور بين الدول العربية للتوافق علي مرشح للمنصب تبدأ قبل موعد استكمال الأمين العام لولايته بحوالي عام أو أكثر .
ولكنها تتم بهدوء وسرية وحذر نظراً للسوابق وللحساسيات التي تحيط بهذا الموضوع تحديداً .
وبالتالي ، فإن التناول الإعلامي وعلي منصات التواصل الإجتماعي لهذا الموضوع وعلي هذا النحو العاطفي والمتسرع وغير الناضج الذي أراه الآن يزيد من حساسية الأمر برمته ،
ويضر كثيراً سواء بعملية اختيار الأمين العام الجديد ذاتها أو بجهودنا لتأمين استمرار تولي مرشح مصري للمنصب .
وإذا كان ثمة ضرورة لجهد إعلامي فيجب أن يكون ذلك في وقت مناسب تختاره القيادة السياسية ( ووزارة الخارجية ) وتحدد إطاره ومقاصده ولغة خطابه .
أما ما يتم الآن فهو العيب والعبث والأسف علي ما وصل إليه حال بعض مثقفينا وخبرائنا وإعلاميينا ورموزهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى