فيس وتويتر

عبد الناصر سلامه يكتب :القناعة الثابتة لدى دول الخليج أن الحماية أمريكية بريطانية فقط،

المشاكل مع السعودية كتير آي نعم، لكن لا يمكن أن تصل إلى حد طلب نقل مقر الجامعة العربية، لأن كده المواجهة تبقى فجة، ومش في صالحهم من كل الوجوه.
وبعدين الجامعة العربية لم يعد لها أي ستين لازمة، ولن يكون، والأسباب في ذلك كثيرة، دول الخليج عموماً يرون أن مجلس التعاون الخليجي هو الأساس، ورغم كده لم يستطيعوا توحيد العملة حتى الآن، كما فعل الأوروبيون.
فقط السعوديون يسجلون نقاطاً على الجامعة، باعتبار أن أمينها العام مصري لا يمتلك أي كاريزما، نقاط فساد، وإهدار أموال، ومحسوبيات، إلى غير ذلك، أما إصلاح الجامعة، من حيث دورها السياسي وتنشيطه، فلا يمكن أن تسعى السعودية إلى ذلك أبداً، باعتبار أن ذلك سوف يتعارض مع سياستها التابعة والمنبطحة، ويضعها أمام توجهات لا تتناسب مع سياساتها، ناهيك عن أن كلمة العروبة دي، لا وجود لها سوى في الكتب، وعلى فكرة، ليس من بينها الكتب السعودية ولا الخليجية عموماً.
القناعة الثابتة لدى دول الخليج أن الحماية أمريكية بريطانية فقط، ثم دخلت إسرائيل على خط الإمارات والبحرين والمغرب، وأيضاً السعودية في المستقبل، البعض أصبح يرى إسرائيل بديلاً لمصر، كارثة يعني.
علشان كده مصر دلوقتي لم تعد تعول على حاجة اسمها دول الخليج، ولم تعد هناك أي مساعدات، المتاح دلوقتي استثمارات وشراء أصول فقط، علشان كده لازم تغير بوصلة تحالفاتك إلى الفرس والأتراك والجزائر والعراق، ويبقى لك وجود قوي في السودان وليبيا وفلسطين، باعتبارهم العمق الاستراتيجي، أما إسرائيل فدي قصة تانية.
إسرائيل تعتبرك العدو الأول في المنطقة، نظراً لقوتك العسكرية غير المريحة، وإسرائيل نجحت في تخنيث شعوب عربية من على بُعد، إلا إنها فشلت تماماً مع المصريين، على الرغم من مرور ٤٥ عاماً على التطبيع، يعني مافيش حل سلمي مع مصر، خصوصاً في ظل الأطماع الإسرائيلية بالمنطقة.
المواجهة بين إسرائيل ومصر جاية جاية، مصر لا تسعى إليها، إلا أنها فرضت فرضاً، ودا اللي خلى مصر تجاهر بعلاقات قوية مع الصين وتمكينها في مصر اقتصادياً، وكذلك روسيا، وعلاقات قوية مع إيران، وخطوط اتصال مع كوريا الشمالية، إلى غير ذلك من كثير، يشير إلى أن مصر قوية بتاريخها وجغرافيتها وأجهزتها السيادية وإمكانياتها، وليست فقيرة قوي كما يردد البعض.
الإسرائيليون يدركون أن نهايتهم باتت قريبة، ويدركون أن مصر فقط هي من يمكنها فعل ذلك، وهو ما يجعلهم يخططون لحرب ١٩٧٦ من جديد، إلا أن الأوضاع اختلفت من كل الوجوه، وسوف يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين بإذن الله،وسوف يفاجَأون بحرب ١٩٧٣، وما علينا إلا أن نثق في أنفسنا، ولا نسمح للمحبطين بأن يتولوا أمرنا سياسياً وإعلامياً.
المشكلة أن التغلغل الأمريكي والخليجي، سياسياً وإعلامياً، في مصر أصبح كارثياً، وهو ما يجب الانتباه إليه، حال تغيير البوصلة نحو أي اتجاه، من الآخر: طابور خامس طويل، والأكثر من كده داخل رجال المال والأعمال، ولو نراجع قوائم المستثمرين المصريين لدى هؤلاء وأولئك، وتهريب الأموال وكنزها، سوف نصاب بالذهول، رغم حاجة مصر إلى كل دولار يخرج منها.
ولأن الرئيس مبارك قال من قبل، ان المتغطي بالأمريكان عريان، فقد جاء التحدي المصري لمطالب ترامب واضحاً، مع إدراك أن الخليجيين عرايا، خصوصاً أن أمريكا سوف تنشغل بنفسها خلال الفترة المقبلة، مع ترنح ترامب، الذي يأتيه العبث الآن من كل مكان، داخلياً وصهيونياً وأوروبياً، وما إيلون ماسك إلا أداة.
وإذا كنا ننتظر بين لحظة وأخرى خلط الأوراق في أوروبا على يد بوتين، فيجب أن نعلم أن كل الظروف، بين لحظة وأخرى، يمكن أن تخدم الموقف المصري، والفلسطيني المقاوم تحديداً، وتصبح الكلمة في الجزيرة العربية لليمن قبل غيرها، وتصبح الكلمة في المحيط العربي للشرفاء، من الجزائر حتى سلطنة عمان، التي يمكن أن تمثل حالة مختلفة خليحياً.
يبقى أن ننتظر مبادرات تصلح من شأن الداخل المصري، إلا أن ذلك يتطلب من كل الأطراف المضارة تقديم السبت كما يقولون، لأنه يبدو جيداً أن النظام ليس لديه أي استعداد للمبادأة، نظراً لمخاوف عديدة، أما الاعتراض من البعض على التقارب من إيران لأسباب طائفية، فلا معنى له، كما أن الانحياز لعواصم تتضارب مصالحها مع مصر، لا معنى له أيضاً، وهو يمثل خيانة في نهاية الأمر.
عموماً، واضح جيداً أن الانتظار لن يطول، وسوف يشهد عام ٢٠٢٥ الكثير من التغيرات إقليمياً ودولياً، وما هذا الظلم الذي حاق بالشعب الفلسطيني، إلا نكبة على العالم بأسره، سوف يسدد الجميع فواتيرها، وما ربك بظلام للعبيد، ولن يخلف الله وعده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى