فيس وتويتر

عبد الناصر سلامه يكتب : أصحاب الأيديولوجيات عموماً نكبة على مصر

احنا في أجازة العيد وفاضيين، ومطولين عليكم شوية، معلش.
الجماعة السلفيين عملوا مناحة، لما الرئيس مرسي راح إيران عام ٢٠١٣، وقالوا الحقوا، رايح يحط إيده في إيد الروافض، والموقف دا طبعاً كان لحساب السعودية والوهابية، مش لحساب الدين ولا لحساب ربنا أبداً.
دلوقتي الإخوان بيقولوا الحقوا، السيسي رايح يحط إيده في إيد الإيرانيين، قتلة السوريين، اللي بينشروا المذهب الشيعي، اللي عايزين يسيطروا على المنطقة، والموقف دا برضه مش لله ورسوله، ولا للقومية العربية أو الوطنية المصرية، كيد نسا لا أكثر ولا أقل.
فاكرين بقى الجماعة الناصريين واليساريين وموقفهم من كامب ديفيد، والموقف ده على فكرة هو اللي أدى إلى قتل الرئيس السادات، على الرغم من أن المنفذين لم يكونوا ينتمون إلى هذا الفصيل، لكن الشحن اليساري الناصري كان فظيع في الوقت ده، وإلا لما كان السادات اعتقلهم في ٥ سبتمبر ١٩٨١،
واما ظهر أخيراً التسريب بتاع الرئيس عبدالناصر مع العقيد القذافي، اللي بيرفض فيه عبدالناصر الحرب، وبيتكلم عن ضرورة التسوية السياسية، لم يعلنوا اعتذارهم أو توبتهم واستمروا في المكابرة.
معنى كده إيه بقى، إن أصحاب الأيديولوجيات عموماً نكبة على مصر، سواء كانت دينية أو سياسية، لأنهم بيعبدوا أصنام، بلاش أصنام، بيعبدوا أشخاص، يعني تيجي ناحية مخيون والا القرضاوي والا عبدالناصر تبقى كفرت، علشان كده بيفشلوا وها يفشلوا ، ودا بيؤكد ان مصر لا يصلح لحكمها أصحاب أي أيديولوجية، احنا اعتدنا الحياة الوسطية، الموالد موجودة، والأضرحة موجودة، والإخوان موجودين، والسلفيين، والشيوعيين، والسينما والمسرح والملهى، والمساجد والكنائس وخلافه.
حالة الاستقطاب اللي بيحاول البعض يفرضها دي بقى، هي اللي خلت حكم العسكر مقبول، بل مطلوب من معظم الشعب المصري، على الرغم من مساوئه الكبير والكثيرة جداً، بالفعل حكم العسكر لا يصلح لمجلس مدينة أو حي، إلا أن الأيديولوجيات الدينية والسياسية كانت السبب في استمراره، بل والتمسك به شعبياً.
ويكفي ان أي أيديولوجية ترتفع أسهمها، تقوم التانية بإعلان الحرب عليها فوراً، ويكفي أيضاً أن نعلم أن حالة التراضي اللي حصلت بين الإخوان والسلفيين عام ٢٠١٢ كانت تقية من السلفيين، مش أكتر، بدليل انهم غدروا بالإخوان أول ما سمحت الفرصة، وراضيين بخمسة مقاعد في البرلمان حالياً.
أما عن اليسار والناصريين فحدث ولا حرج، أي عضمة كويس قوي، زي مقاعد بالتعيين في عهد مبارك، ورئاسة تحرير جريدة القاهرة، وشوية مقالات في الصحف القومية، وشوفنا غدروا بالإخوان ازاي لمجرد ان تصوروا انهم هايبقوا البديل، ووصلت الأمور انهم اترشحوا للرئاسة كومبارس.
المهم، احنا مش عايزين نضيع وقت ومجهود في حكاية الرئيس المدني والبديل الديمقراطي والكلام ده، عشان مش هايحصل، احنا بقينا أمام عالم البقاء فيه للأقوى، زي الغابة تمام، وبما أن العسكر هم الأقوى يبقى تنسى، علشان كمان حصلوا على مكاسب عينية ومادية كبيرة، يدركون تماماً أنها سوف تزول بزوال الكرسي، وسوف يقاتلون عليها، وقد قالوا ذلك بالمفتشر في أكثر من مناسبة.
علشان كده، لن تجد مصري واحد عاقل، يمكن أن يوافق على دمار اليلد لمجرد ان احمد ييجي مكان سيد احمد، خصوصاً بقى ان البديل المدني مش فارض نفسه، الكل اتخصى، بسبب حماقة المدنيين أولاً وأخيراً، ويكفي ان المطروح دلوقتي لرئاسة الحكومة عسكري أيضاً، لأن برضه البديل المدني مش فارض نفسه، مع ان أنا متأكد انه مش هايحصل، لأن صانع القرار مش اهبل يعني.
اعتقد ان التركيز دلوقتي المفروض يبقى على الإصلاح قدر الإمكان، لأن الفساد فظيع، خصوصاً فساد الأهل والأصهار والمقربين، وأعتقد ان رئيس الجمهورية ممكن يقول، كفاية كده، سهلة قوي، وها يتوقف الفساد فعلاً لو طلب، خلاص الفواتير اتسددت، واللي أدى دور أخد تمنه مضاعف، من أول الواد بانجو لغاية اليونان وقبرص، ومع السلامة دا ودا، ونبدأ صفحة نضيفة، خصوصاً ان المنطقة تمر بمرحلة حرجة جداً، تحتاج إلى التفاف الشعب.
تبقى قضية المحبوسين والمهاجرين، وهي قضية صعبة، لا يوجد في الأفق أي حل لها، وفي الوقت اللي تيجي تتكلم عن حلول، تلاقي مزيد من السجون بتتبني، لدرجة ان نسبة الإشغال أصبحت ضعيفة، رغم العدد الكبير للمساجين، فيه سجون لسه فاضية، وطبعا دي مش بتتبني للفرجة، بعد كل التكلفة دي، معنى كده ان المستقبل ينذر بمزيد من التنكيل وليس العكس، أو هكذا النية.
أعتقد ان الظلم نهايته فظيعة على الجميع، علشان كده أتمنى ان الأحزاب السياسية تقوم بدور في هذا الموضوع فقط، هي لن تستطيع القيام بأي دور في أي موضوع آخر، فليكن هذا الموضوع الإنساني، وعلى فكرة: الأيديولوجية لعبت دوراً كبيراً جداً خلال السنوات العشر الماضية في الإفراج عن كل فيما يخصه، الأيديولوجية الشللية فعلت أفاعيلها، وإلا لكان الإفراج عن الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح على سبيل المثال مطلباً شعبياً، الرجل مريض، فوق سن ال٧٥، تاريخ مشرف، مع ذلك أصبح طي النسيان، لأنه ليس من الشلة أو من الأيديولوجية المتواصلة مع السلطة.
على أي حال، الفترة المقبلة، مش هايكون فيه عصافير زواج ولا طلاق، لأن مباريات الأهلي ها تفرض نفسها في امريكا، ويمكن تكون دي فرصة لقرارات داخلية من بتاع يوم الخميس، اللي بتصب في المصلحة، إلا أننا يجب أن نتذكر طوال الوقت قول الله تعالى (يدبر الأمر).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى