كتاب وشعراء

إبهامكِ الغامضِ……بقلم محب خيري الجمال

ضعيني خاتمًا على إبهامكِ الغامضِ،
ودعينا نتداخلْ كشُعاعين تائهين
في غبار فجرٍ قرمزيٍّ،
تُرسلهُ نوافذُ الفجرِ المتعبةُ إلى أزقة الروحِ،
وتصبّهُ يدُ القدرِ خلسةً على عتمةِ الباطنِ
وأصداءِ صمته الشاحبِ.
مثل همسة فجرية تتسرّبُ من بين غصون اللبلابِ
في حديقةٍ مُعلّقةٍ بالنعاسِ،
وتوشوشها الريحُ برفقٍ على خدود الحُلمِ،
دعيني أشهدُ توهّجَ اللهفة اللامعةَ
وتوقّفها.
أنا ظلّكِ.. في كل نبضةٍ.. النهايةُ.. في بداية كل حُلمٍ.
ننصهرُ ونذوبُ في ما يريده الصدى والذكرى
والأثيرُ.
دعيني أُعيدُ إلى عروقكِ أغنيتها،
وإلى أصابعكِ الشفافةِ صلواتِهم السومريةَ
والفرعونيةَ على حدٍّ سواءٍ.
دعيني أُصدّقكِ كما تفعلين،
لعلّكِ تتركينني هكذا
مثل نبضتين لزجتين متشابكتينِ
بالأملِ.
دعي أصابعنا الباردةَ تُعانقُ الفراغَ،
ونُغمضُ عينَ العقلِ ونُبحرْ
قبل الغرقِ.
دعينا نُشاهدُ اضمحلالَ الأفكارِ العابرةِ
وتكسّرها.
لا بدَّ أن نذوبَ ونُصبحَ ما ترغبُ بهِ الرياحُ
والأثيرُ.
دعينا نُعيدُ لعتمةِ قلبكِ خلوتَها،
وإلى عينيكِ الغائمتينِ
أسرارَ الليالي الموعودة.
دعينا نتخفّى عنهم كما يتخفّون،
لعلّهم يُطلقون سراحنا
هكذا،
كحفيفِ ورقتين مُرهقتينِ مُتعانقتينِ
في حديقةِ العزلةِ،
تضعانِ الخدَّ على الخدِّ،
وتنامان في ملكوتهم المفقودِ…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى