مريم نعمي تكتب:الضّاحية تقصف قرباناً للوطن!

لم يكن ليتجرّأ العدو على أن يستبيح لبنان كلّ هذه الإستباحات لولا موافقة أميركا على هذا الأمر ومهما بدت الصّورة العامّة لنا على القنوات أنّ أميركا وإسرائيل على خلاف بشأن استبدال الموفودة الأميركيّة “مورغان أورتاغوس”، بصديق “ترامب توماس براك”، مصلحة أميركا تصبّ في الأساس في توسّع نفوذ إسرائيل كلّما توسّعت إسرائيل عسكريّاً ازدادت الخزينة الأميركيّة من أموال الخليجيّين بحجّة حماية أميركا لهم وتقديم الدّعم!!
لم تكن القنابل الأميركية والإسرائيليّة وحدها السّبب في تدمير منازل اللّبنانيّين وخروجهم من منازلهم ليلة عيد الأضحى بل كان لشركائهم في الوطن دور مساعد في قصف لقد كانوا شركاء لهم في الموقف والكلمة، بل مؤيّدين ومحرّضين عبر المنشورات الّتي سوف نعرضها عليكم حيث نشرت جريدة نداء الوطن قبل الإعتداء منشور بعنوان “حزب الله” يجدّد بنيته العسكريّة في الضّاحية وشمال اللّيطاني والبقاع، وأثناء إرسال الإنذار على صفحة “أفيخاي أدرعي” الرّسميّة حتّى انهالت التّعليقات من بعض اللّبنانيّين الّذين لا يملكون أدنى حسّ بالوطنيّة والمسؤوليّة من إحدى هذه التّعليقات : “يعني ضروري تعطي إنذار؟ خلّيها سربرايز للمتاولة”…
128وحدة سكنيّة أخليت مساء الخميس ودمّرت بالكامل، عائلات بأجمعها أصبحت بل مأوى والفنّانة اللّبنانيّة “نادين الرّاسي” تعترض على تسمية سكّان الضّاحية والنّبطيّة بـ سكّان لبنان!! ووجّهت رسالة لـ “أفيخاي أدرعي” طالبة منه تحديد المنطقة وإسم الشّارع “عنّا سوّاح”.. بدل أن يدين النّائب القوّاتي “ألياس أسطفان” الإعتداءات الإسرائيليّة على لبنان خلال برنامج “صار الوقت”، صرّح : “لازم يتسلّم السّلاح بكرا وما بنعرف شو عم تقصف إسرائيل…”
بالرّغم أنّ الجيش اللّبناني دخل إلى المواقع الّتي هدّدت وأبلغ لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النّار أنّ الأماكن خالية من أيٍ عتاد عسكري أو أسحلة عسكريّة، إلّا أنّ شركائنا في الوطن مصرّين على التّبرير الدّائم لإسرائيل، بل يطالبونها بالإعتداء على لبنان والقضاء على مكوّن من مكوّنات البلد المتنوّع، حيث صرّح النّائب القوّاتي “بيار بو عاصي” : “كلّ الشّعب اللّبناني متمنّي إسرائيل تفوت وتقضي على حزب الله…”
أشارت المصادر أنّ هذه الضّربة كانت الأعنف منذ وقف العدوان على لبنان، وهي بالتّنسيق مع الولايات المتّحدة حيث حملت رسالة عسكريّة لـ لبنان مفادها تسليم السّلاح والمضي نحو التّطبيع، والبعض الآخر اعتقد أنّ أميركا وجّهت رسالة لإيران عبر حليفها “حزب الله” في لبنان من أجل إكمال المفاوضات والقبول بالشّروط الأميركيّة، والبعض الآخر اعتبر أنّ “نتنياهو” وضعه في الدّاخل الإسرائيلي حرج وممكن أن تحلّ حكومته ويحاكم ويذهب إلى السّجن، فذهبا إلى توسيع الضّربات على لبنان من أجل التّهرّب من مشكلته الدّاخليّة وتبقى الأسئلة التّالية :
هل كلّما تعرقلت أو فشلت المفاوضات الأميركيّة والإيرانيّة سوف تلجأ إسرائيل إلى ضرب الضّاحية الجّنوبيّة؟
متى يرتفع الحسّ الوطني لدى اللّبنانيّين أجمع، ويتوحّدوا على كلمة أنّ العدو الإسرائيلي هو عدو يستهدف لبنان بأكملة وليس منطقة أو طائفة أو حزب؟
هل تخطو الضّاحية الجّنوبيّة في لبنان في المستقبل على خطى غزّة وتصبح بقعة جغرافيّة مسلوبة الإستقرار والأمان؟
إلى متى سيبقى الوضع على ما هو عليه دون تحرّك لبناني ودولي من أجل إجبار إسرائيل عن الإنسجاب من لبنان وتنفيذ الإتفاق بالكامل؟