فيس وتويتر

السفير فوزي العشماوي يكتب :قافلة الصمود المغاربية

قافلة الصمود المغاربية من أجل فك الحصار عن غزة التي تضم حوالي ١٧٠٠ ناشطا، والتي إنطلقت من تونس، وتنظمها تنسيقية العمل المشترك من اجل فلسطين، تخترق الآن الأراضي الليبية في طريقها لمصر، حيث تعتزم التوجه لمعبر رفح ومحاولة دخول القطاع وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه ..
القافلة ستشكل موقفا صعبا بالنسبة للدولة المصرية، فهي من جهة لو منعتها ستضع نفسها في موقف حرج أمام العالم كله خاصة أمام الرأي العام المتحفز وكذا الفلسطينيين والعرب، وستؤكد الادعاءات الاسرائيلية السابقة أن مصر هي من يمنع وصول المساعدات، ولو سمحت بها ستشكل سابقة يليها قوافل أكبر وأكثر يصعب السيطرة عليها ويمكن أن تمثل تهديدا للأمن، كما أنها تمنح إسرائيل فرصة لفرض نزوح مضاد تتمناه وتسعي إليه من داخل غزة في إتجاه الأراضي المصرية، فضلا عن أنها تعرض العلاقات المصرية – الإسرائيلية الهشة والتي تقف علي المحك لمخاطر جسيمة في وقت يعاني الاقتصاد المصري من أزمة خانقة وتحاول الدولة المصرية تجنب أي مفاجآت أو تحديات أو معارك خاصة من جهة الشمال الشرقي ..
التعامل مع القافلة يجب أن يتسم بالحكمة والهدوء، وشخصيا أرجو أن يتم السماح بمرورها علي ان يكون علي رأسها سفراء الدول المغاربية المعتمدين بالقاهرة ومندوبا عن الخارجية المصرية والامم المتحدة والجامعة العربية مع وسائل الاعلام الدولية، وأن يوضع الكيان تحت الضغط السلمي والإنساني المتزايد، خاصة بعد إنقضاضه علي السفينة مادلين وإحتجاز افرادها تمهيدا لترحليهم لدولهم، إذ لامناص عن هذا الضغط السلمي حاليا في ضوء فجوره وإجرائمه وإقدامه علي أبشع الجرائم بدم بارد، وفي ضوء مخاطر التصعيد الذي يعتزمه الكيان من خلال عملية عربات جدعون التي تهدف لدفع سكان القطاع في إتجاه الحدود المصرية تنفيذا لمخطط التهجير الذي يتوافق عليه ترمب ونيتياهو حتي وإن إختلفا في التفاصيل !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى