نشهدْ….بقلم رياض ناصر نوري

نحنُ الذين نشبهُ تمامًا
الملصقة صورة روحه
هنا في ثنايا القصيدةِ
بأنّ المذكورَ :
ليسَ من هواةِ جمعِ العملاتِ ،
المسكوكِ على وجهيها
صورُالقادةِ الفاتحين العظامْ
ولا يجمعُ طوابعَ البريدِ ،
التي تحملُ ذكرياتِ الحربٍ المجنونةِ
ضدّ طواحينِ الهواءْ .
ليسَ لديه فرسًا يمتطيها
كلّ صَباح في المزرعةِ
التي كانَ يحلمُ بها
قبلَ غرقِ وَلدهِ في ” الفراتْ “.
سيِّئ الحظّ ..
كلما ألقى نَردَ الحياةِ….
تقلّبَ النردُ ثمّ توقفَ
على الرقم: صفرْ .
في خزانِة ملابسِه قميصٌ أسودُ اللونِ
يشبهُ عيونَ المرأةِ
التي أهدته إياه قبلَ عشرين سنةْ
بعدَ نجاحِه في نطقِ:
” أٌحِبُّكِ”
يجيدُ المذكورُ
عزفَ نغمةِ ” الصبا” على الناي
منتصفَ الليلِ ..
قبلَ أنْ ينامَ ..
وعلى وجنتيه أثرٌ مِنْ مَاءٍ مَالحْ .
تنتابُه رعشة الشِعرِ
فيقفُ أمامَ قفصٍ للعصافيرِ
ويقرأُ لها :
” على قلقٍ كأنّ الريحَ تحتي” .
يجيدُ الفرارَ والاختباءَ…
لحظةَ يسمعُ عَن هجومٍ مباغتٍ
لدبابيرِ البقالِ وبائعِ الخضارْ .
يدخلُ في نوبةِ شرودٍ لانهايةَ لها
كلما شاهدَ منجلًا معلقًا
في سوقِ الحدادينْ
أوْ مرّ مصادفةً أمامَ تنورٍ للخبزِ البلديّ .
حَاشية :
شُوهدَ المذكورُ أكثرَ مِنْ مرّةٍ
يرفعُ كفيه نحو السّماءْ
وقتما يرتدي قميصه الأسودْ
ذاكرًا خرسانَ مدينته
لحظةَ يعقدون اجتماعًا عَاجلًا
حَولَ انضمام ِ ألف أخرسَ جديدٍ لهمْ.