كتاب وشعراء

بين الشك واليقين…..بقلم أماني الوزير

“بين الشك واليقين ، صرخة امرأة في لحظة حزن ”
يا من لا أعلم إن كنت موجودًا…
أكتب إليك الآن من تحت الركام،
من بين صرخات الأمهات، ودموع الأطفال، ورائحة اللحم المحترق.
أكتب إليك لا لأني مؤمنة…
بل لأني لم أجد أحدًا آخر أصرخ في وجهه.
إن كنت هناك، قل لي:
أي ربّ يسمح بكل هذا؟
أي يد عليا تنظر إلينا حين تُقطع الأيادي ولا ترتعش؟
أي سماء تنحني للصلاة، ولا تمطرنا سوى القنابل؟
أنا لم أعبدك فقط،
لأطلب منك الخلاص،
لكنّي ” رغم كل الكفر المرهون على اليأس الذي بات ينبح ككلب مسعور في صدري وصدر العالم ”
أصرخ باسمك حين تهتز الأرض من تحتي،
وأتذكرك حين تُخلع الأبواب وتُهدم البيوت على من فيها،
بكل ما فيها .
أنكرتك كثيرًا قبل الصبر وبعد اليأس،
لكن في كل مرة كنت أهرب من رصاصة خيبة أو قنبلة خذلان مميت
أبحث عنك في اللاوعي،
كأن شيئًا أعمق من عقلي
يركض إليك مذعورًا.
لم أعد أصدق كلام الكتب،
ولا أساطير الأنبياء،
لكن قلبي – الساذج رغم الدماء –
ما زال يرتجف حين يسمع اسمك.
قل لي، إن كنت هناك:
هل أنت خائف مثلنا؟
هل تبكي مثلنا؟
هل اختبأت كما اختبأنا،
حين لم يعد في المدينة إلا الدخان واللهاث والحُطام والخصام؟
أريدك أن تظهر،
لا كربٍّ منتصر،
بل كإنسان خائف معنا…
كقلب كبير نرتمي إليه،
حتى ونحن لا نؤمن به.
أنا لا أريد دليلاً…
أريد لصمتك أن يهدأ،
أريد أن أعرف إن كنت تسمع،
وأنت لا تفعل شيئًا.
وإن كنت هناك،
فلا تجبني بالسلام،
بل فقط: اجلس إلى جانبي
وانظر إلى ما صنعه الإنسان…
ولا تخبرني بطمأنينة لا منتهية ،
﴿إِنَّ اللَّـهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾
هل نحن من ظلمنا الخليقة كما في كتابك العزيز؟
أم أن أفعال القدر تتساقط علينا بلا رحمة،
ونحن محاصرون بين قسوة الاختيار ومراوغات الزمن؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى