مصطفي السعيد يكتب :هل تتجه أمريكا نحو الفوضى؟

تصاعدت الإضطرابات في ولاية كاليفورنيا، وامتدت إلى مدن خارج لوس انجلوس و3 ولايات أخرى، مع استدعاء ترامب لقوات الحرس الوطني ومشاة البحرية الأمريكية “المارينز”، وهناك مخاوف من انضمام ولاية تكساس المجاورة، والتي كانت تجمع التوقيعات للمطالبة بإجراء استفتاء بالإنفصال عن الولايات المتحدة. سبب اتساع وشراسة الإحتجاجات يعود إلى المداهمات العشوائية التي كانت تعتقل كل من هو غير أبيض، سواء من اللاتين أو الآسيويين الذين يشكلون اكثر من نصف سكان كاليفورنيا، وهناك من لا يحملون وثائق إقامة، إنما لديهم تصاريح عمل، تسمح لهم بالإقامة، ويدفعون الضرائب، ويتمتعون بحقوق مماثلة لحملة وثائق الإقامة، ووجودهم هام للعمل في بعض المصانع والمزارع والخدمات .. اتهام ترامب للمحتجين بأنهم “بيقبضوا” زاد من الإتهامات الموجهة لترامب بأنه يقود حملة سياسية، وتجاوز صلاحياته الدستورية، وبؤجج الإحتجاجات، وأمريكا مؤهلة لحدوث موجة أشد عنفا من الإضطرابات بسبب حدة الإنقسام السياسي، وتفشي العنصرية ضد السود والأجانب من جانب قطاع من البيض المتطرفين، وأن أمريكا مكونة من فسيفساء عرقية ودينية، إلى جانب أزمات إقتصادية، وصراع بين ترامب والدولة العميقة، ويمكن أن تتداخل كل تلك العناصر لتسقط أمريكا في حالة من الفوضى الواسعة.