فيس وتويتر

أحمد الكناني يكتب :”حافة الهاوية” بين أمريكا وإيران

قرار الوكالة الدولية للطاقة النووية، الصادر اليوم الخميس، ضد إيران، هو في جوهره قرار أمريكي-إسرائيلي، في إطار إستراتيجية “حافة الهاوية”.
وهذا القرار الدولي يعني أن المفاوضات المقررة في سلطنة عمان يوم الأحد القادم، ستجري بين أمريكا وإيران، والمسدس مصوب نحو رأس طهران، فإما الرضوخ والليونة، وإما فرض الحرب عليها.
إيران في وضع شديد الصعوبة، وأصبحت محشورة في زاوية ضيقة جدا، بلا خيارات حقيقية، وهي تجني الآن ثمن خذلانها لحزب الله، والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، منذ “طوفان الأقصى”، في7 أكتوبر 2023، استجابة لضغوط وتفاهمات مع أمريكا.
إيران أصبحت، اعتبارا من اليوم الخميس، في مواجهة ماكانت تخشاه طوال سنوات، وخاصة خلال 21 شهرا، منذ إنطلاق “طوفان الأقصى”، ومن أجل هذه الخشية تخلت عسكريا عن مساندة المقاومة الفلسطينية، وكبلت يدي حزب الله، في نصرة المقاومة بشكل حقيقي، وهو مافتح الطريق لسحب سوريا من بين يديها، بواسطة تركيا.
“الصبر الإستراتيجي” أو بالأدق “الميوعة الإستراتيجية”، أفقد إيران أهم أذرعها العسكرية التي كانت تطوق إسرائيل، وكانت من مصادر قوتها في الإقليم.
إيران تتعرض الآن لضغوط تستهدف نزع أنيابها ومخالبها الذاتية رغما عنها، بعد تحطيم جزئي لأذرعها الإقليمية، وهي تدرك ذلك جيدا، فالهدف هو تدجينها لتصبح ضمن الاستراتيجيات والمصالح الأمريكية، مثلما حدث مع الدول العربية.
امريكا تستهدف تحويل إيران إلى دولة أليفة مطيعة، بما يفتح المجال الإقليمي بالكامل أمام إسرائيل، مع توظيف تركيا لأداء أدوار تفكيكية ضد الدول العربية.
تركيا كانت دوما شريكا متآمرا مع أمريكا وإسرائيل ضد المنطقة العربية طوال عقود، وكانت ولاتزال شريكا في مايحدث الآن، فهي ارتضت لنفسها دوما، أن تكون جزءا من الإستراتيجيات الأمريكية في المنطقة العربية، بغض النظر عن الشعارات الإسلامية التي ترفعها، حاليا، لدغدغة المشاعر الدينية.
الإقليم بالكامل، وليس المنطقة العربية فقط، مهدد، طوعا أو كرها، وفق السيناريوهات الجارية، والمقبولة من معظم الدول العربية، بفرض حالة انصياع مطلق لأمريكا وإسرائيل، في ظل الانشغال الروسي في أوكرانيا، وفي ظل الموقف الصيني الرافض للتوسع العسكري خارج الحدود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى