كتاب وشعراء

معزوفةُ الكبرياء….بقلم عبد المجيد المحمود

معزوفةُ الكبرياء
مجروحٌ أنتَ
و جرحُكَ تغطِّيه قشّةُ ابتسامةٍ واهنة
و أمّا الضحكةُ فقد تدحرجت إلى قاعِ..
قاعِ النسيان..
مجروحٌ أنتَ
و على لسانِك تنبتُ الكلماتُ كغانياتٍ يعرفْنَ كيف يُنبَذ الحزنُ
و كيف يرقصْنَ فرحًا
و يعلمْنَ أنهنَّ
كتلكَ الخرافِ التي تلهو و ليسَ تدري
أنّها تُساقُ
إلى ساحةِ الذبحِ المقدسة
مجروحٌ أنتَ
و عيناك تستطيعانِ اللعبَ على حبالِ النظرات
يتأرجحُ البريقُ فيهما بينَ دمعةٍ و إطراقة
مجروحً أنتَ
و جرحُك مثلَ النهرِ يتوضّأُ بهِ الخاطئون
فلا يزيدون ماءَهُ إلا شحوبًا و صمتًا و لوعة
مجروحٌ أنتَ
فمن لكَ أيُّها الواقفُ على قممِ الصمتِ؟
يكسوكَ ثلجُ انتظارٍ عتيّ
و يُقصيكَ عن ديارِ الدفءِ مسافاتٌ بلا انتهاء من أَنَفةٍ واخزة
مجروحٌ أنتَ
تهربُ من حروفِك
تختبئُ في كهوفِ الإبهامِ
لكنّها تحاصرُكَ كجيشٍ جاءَ يخلِّصُ أميرةً طاهرة
مجروحٌ أنتَ
و أجملُ ما في الجرحِ التقاءُ القلوبِ ضمادًا له
و أمّا أنتَ فلا يسعُ كبرياءَكَ
سوى أن تظلَّ مقيمًا على
اجترارِ الحزنِ و أنْ
يظلَّ سواكَ مغطًى بدفءِ الفرح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى