مُتلازِمَةُ السُّقوط…..بقلم فائق موسي

أبْدَأ مِنْ نَفْسِي
وَلنْ أسْتَثنيَ أحَدا
في هذا الوَطَنِ المُمْتَدِّ
منَ البَحْرِ إلى البَحْرِ
كلُّ الحُكّامِ
وَكلُّ المَحْكُومينَ
يَبِيعُونَ الوَطَنَ قُبيلَ صَلاةِ الفَجْرِ
لا أسْتَثني أحَداً
الكُلُّ يُمَارِسُ فِعلَ بَغَاءٍ
قَليلٌ مِنهمْ في العَلنِ
وَأكْثرُهمْ في السِّرِّ
يُحْزِنُني هذا الاسْتمْناءُ الثَّوْريُّ
عَلانيةً
وَبِلا خَجَلٍ… أبناءَ العُهْرِ!
تخْتَصِمُونَ باسْمِ الحُريَّةِ
وَكأنّ الحُريَّةَ كَعْكَةُ عِيدٍ
يَنْتظِرُها الأطْفالُ
في عيدٍ الفِطْرِ
لا أعْرِفُ مَعنى الحُريَّةِ
كمْ رَدَّدَها الكلُّ هُتافاً وَشِعَارَاتٍ
ضدَّ القَهْرِ
ومازال المَقْهُورُونَ يُنادونَ بها
بدُعَاءِ النَّصْرِ
في كلِّ صَباحٍ
في كلِّ مَسَاءٍ
يَقفُ الفُقَرَاءُ (طَوابيرَ)
لاستقبال وَلِّي الأمْرِ
وإبليسُ لهمْ بالمِرْصَادِ
يَهيبُ بهم مَوتَ الجوعِ وَمَوتَ العُريِّ
مَوتَ الجَهلِ وَموتَ الفقرِ.
هذي مُتلازمَةُ الخَوفِ مِنَ المُسْتقبلِ
يا أحْفَادَ أبي جَهْلٍ
رَكَنتمْ لِلمَاضي
تَجْتَرُّونَ حِكاياتٍ
تُرْوى في أسْوَاقِ الخَمْرِ
والمَاضِي أقذرُ منْ حَاضِرِكُمْ
مَهْما اِمتدَّتْ سَطْوَتكمْ بالسَّيفِ
وَرَاءَ النَّهْرِ.